اقلام وكتابات
الزحف الأسطوري اليافعي.. الانفجار العظيم
كتب / رائد عفيف
يافع ليست مجرد جبال شامخة أو تضاريس صلبة، بل هي قصة شعب يكتب تاريخه بخطواته. ذلك الزحف الذي وصل إلى عدن لم يكن حدثًا عابرًا، بل مشهدًا استثنائيًا يعكس حجم القوة الاجتماعية والسياسية التي تمتلكها يافع. هذا الحضور الكثيف أرسل رسالة واضحة: أن الإرادة الشعبية قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية، وأن الجنوب ما زال ينبض بروح جماعية لا يمكن تجاهلها.
الزحف الأسطوري اليافعي هو تعبير عن وعي جمعي أكثر من كونه مشهدًا عاطفيًا. إنه إعلان عن قدرة الناس على تنظيم أنفسهم، وإثبات أن الريف يمكن أن يقود المشهد ويعيد تعريف موازين القوة. لقد تحولت يافع من مجرد منطقة جبلية إلى رمز حي يفرض نفسه على الواقع.
هذا الزحف لم يكن مجرد استعراض، بل كان إعادة كتابة للتاريخ من منظور جديد: تاريخ يصنعه الناس بأقدامهم، ويثبت أن المستحيل يمكن أن يصبح ممكنًا حين تتوحد الإرادة. لقد منح الجنوب دفعة معنوية كبيرة، وأعاد الثقة في أن الجماهير قادرة على صناعة التغيير.
لله درّكم يا يفاعة، التفافكم دمّر أحلام ضعيفي النفوس، وأثبت أنكم قوة لا تُكسر. عشتم يا يوافع، تهيلون علينا الفخر مددًا غير منقطع، وتغرسون فينا الثقة بأن الجنوب قادر على النهوض مهما كانت التحديات.
إنه حدث سيظل حاضرًا في الذاكرة، ليس لأنه ضخم فقط، بل لأنه كشف عن حقيقة أن القوة ليست في السلاح وحده، بل في الحشود التي تعرف كيف تتحرك وتفرض حضورها. يافع بهذا المشهد لم تكن مجرد أسطورة، بل كانت واقعًا حيًا يعيشه الناس ويؤثر في مستقبلهم.