اقلام وكتابات
صلاح السقلدي يكتب.. شُـــحنة مـــخدرات مينــاء عــــــــدن... إنـجـــاز وفـضـيحـتـيــن
كتب:صلاح السقلدي
فضيحة الثلاثة طن مخدرات التي ضبطها أمــن عدن بميناء العاصمة كانت إنجازا لأمن عدن قياسيا لإمكانياته المتواضعة ولحجم الشحنة، كما مثـلت فضيحة مزدوجة للتحالف أمنيا وإعلاميا...فهذه العملية لم تكشف فقط فشل التحالف أمنيا وقدرة الأمن بعدن على القيام بواجبه برغم الظروف الصعبة والاستهداف المتعمد الذي يتعرض له بصورة جائرة، بل كشفت بؤس التعاطي الإعلامي للتحالف مع هذه الواقعة بشكل مخزٍ ويفتقر لأدنى مستوى المهنية والأمانة الإعلامية فضلا عن الأخلاقية. وسار معه على ذات المنوال كثير من وسائل الإعلام المحلية التي سائها هذا الإنجاز الأمني تحت تأثير الحسابات السياسية وسواها من الحسابات الأخرى المتجردة من الشعور بالحرص على أمن وسلامة المدنية وأهلها.
فالتحالف - والسعودية بالذات- ومن خلال إعلامه لم يتعمّــد فقط سرقة هذا الإنجاز الأمني واستكثاره على أجهزة الأمن في عدن وينسبها لنفسه بشكل فاضح، بل هي محاولة منه ليُــخرج نفسه من دائرة حرج الفشل الأمني التي وجد نفسه فيها منذ لحظة كشف العميلة، وهو الأمر الذي جعل هذا الإعلام يضع التحالف دون أن يقصد في فضيحة إعلامية لا تَــقِل حجما عن فضيحة الفشل الأمني. فكل الدلائل بالصورة والصوت تؤكد أن أمن عدن هو من ضبط الشحنة، التي هي أصلا قادمة من ميناء الملك عبدالله بالمملكة وكان من المفترض أن يتم ضبطها هناك إن كان التحالف هو من كشفها بحسب الزعم، وهو ما لم يحصل. كما أن هذا الإعلام حاول التقليل من كمية الشحنة لئلا تكون التساؤلات أكثر إحراجا له: كيف لم يتم ضبط شحنة بهذه الكمية وفي ميناء يفترض أنه يُــخضِع كل السفن القادمة للموانئ اليمنية للتفتيش الدقيق – بحسب ما يؤكده التحالف نفسها دوما -، ومزودا ( الميناء) بكل أجهزة التقنية الحديثة، وكيف لميناء مهترئ كميناء عدن وأجهزة أمن مُــعدمة الإمكانيات أن يقوموا بما عجزت عنه غيرهم من الموانئ المتطورة والحديثة ولديها أجهزة أمنية فائقة القدرات والتدريب. ليس هذا وحسب بل أن هذا الإعلام أقحم أسم الحوثيين وحزب الله اللبناني بالموضوع لغرض التخويف وليبدو كل شخص وكل جهة ترفض رواية التحالف بأنهم يدافعون عن الحوثيين وحزب الله اللبناني
أما تعاطي بعض وسائل الإعلام المحلية - ولحسابات معروفة- فهي لا تقل حرجا وبؤسا من الإعلام السعودي، وبسبب ذلك ذهبت تهذي بشكل معيب إمّا بالتشكيك أو بتبني روايات من نسج الخيال بعد أن رأتْ في هذا الإنجاز الأمني نسفاً لادعاءاتها وافتراءاتها بحق الأمن في عدن وتكذيبا لتصويرها للأوضاع الأمنية في عدن بالموحشة والفاشلة ،مستغلة في ذلك الأخطاء التي يرتكبها بعض المحسوبين على الأمن.