د. الربيعي: ذهنية القوى السياسية لم تستوعب حتى الآن واقع و حقيقة الأزمة

د. الربيعي:

ذهنية القوى السياسية لم تستوعب حتى الآن واقع و حقيقة الأزمة 

 

في تصريح أدلى به البروفيسور د. فضل عبدالله الربيعي استاذ علم الاجتماع السياسي ورئيس مركز مدار الدراسات والبحوث الاستراتيجية،

أوضح فيه أن سبب تعقيد واقع الحالة اليمنية وتأزم سير عملية السلام، وهي الحالة التي لاتسمح في تقدم أي انفراج وتوجه حقيقي لأنهاء الحرب والأزمة الحالية وبالتالي الدخول في المفاوضات السياسية التي من شأنها تقديم حلولا مرضية نابعة من الاشخاص الدقيق لطبيعة الأزمة وإعادة تصويب الفكر المدرك لطبيعة وحقائق الأزمة أولا بعيدا عن ماتسوقه بعض القوى واطراف الازمة التي تعود إلى خلفيات تسبق واقع ماتوصلت إليه الأزمة وأفرزه مسرح عمليات الحرب...

وعليه فان آي تسوية ومفاوضات يجب أن تبنى على التوصيف الحقيقي للحالة الراهنةوتستقيم عليها اجندات التسوية السياسية وهي في حقيقة الأمر تحتاج إلى ذهنية تتعامل مع ذلك من خارج الصندوق تاخذ بعين الاعتبار 

التصوير إلى ما بعد التسوية يتجنب اعادة انتاج الصراعات 

غير ذلك فان أي تسوية ما هي إلا محاولات تحاول إرضاء البعض والتنصل عن المسولية.

ولهذا لايمكن أن تنجح أي تسوية اذا لم تستقيم على حقيقة الأمور التي تستوعب واقع الصراع وقواها الحية ودوافعها

وعليه فان الأمر هنا يحتاج إلى مراجعة الفكر الخاطئ الذي صور واقع الحالة في ملابساتها وتداخلاتها المختلفة، الحقيقة أن الحرب كانت قد بداءت بين قوتين هي مايسمى بالحوثي والسلطة الشرعية. وصارت الأمور في تطور حيث شكل ما سمي معسكر التحالف ضد الحوثي كانت هذه الحالة المتداخلة يقودها التحالف العربي والمتحالفين معه..

وحيث وان هناك اختلافات كبيرة في مقاصد تلك القوى المتحالفة ضد معسكر الحوثي وهو الأمر الذي يستدعى عدم حشرها في اتجاه واحد وبما ان قيادة تحالف المعسكر ضد الحوثي ممثلة بالمملكة العربية السعودية قد وصلت الى تفاهمات مع الحوثي، هذه التفاهمات دون شك فهي تتعلق بمقاصد التحالف وهي بطبيعة الحال بعيد عن مقاصد الداخل اليمني أو خارج القوى الاخرى.

اما اذا تم اعتبار الشرعية المؤتلفه بالتناقض بوصفها الطرف الاخر للحوثي فإن الأمر لم يساعد على حلحلة الأزمة بل يزيد من تعقيدها بسبب ذلك التناقض الكبير داخلها ومن ثم قد يكون الحوثي القوة الأكثر تماسما وتذهب نتائج التفاوض لصالحه دون شك. 

اذ لايمكن ان تسير الامور بهذا الشكل

فالتسوية التي تمت في الرياض العام الماضي وانتجة الشرعية الجديدة هي عمل مؤقت استعدته الضرورة في الحدود التي تم حصرها بمهام 

انية ومحددة وطالما لم ينجح هذا الاءتلاف أي الشرعية الجديدة. لجاءت قيادة التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية بالتوجة نحو التفاوض مع الحوثي وبذلك تم إسقاط هدف التحالف العربي المعلن باعادة الشرعية إلى صنعاء واسقاط الحوثي، فان الامر قد قضى تحركة السعودية منفصلة للحوار مع الحوثي وهذا يعني لامبرر للشرعية.

 وعليه فإن هذه الحالة تضع الانتقالي هو الجهه المقابلة للحوثي وان اي تسوية لابد ان تسير في هذا الإطار .

مقالات الكاتب