د. فضل الربيعي: التعاطي السياسي مع اتفاق الرياض 2.
✅ القرأءة الاولى:
? انطلاقا من معطيات الوضع الراهن، إذا ما تم تنفيذ الاتفاق، أو السير في إتجاه تنفيذه، فإن الأمر يحتاج إلى إعادة تصويب السياسات من قبل الانتقالي، وكل الجنوبيين، ليجعلوا منه مدخلا واقعيا في الحفاظ على ما تم إنجازه على الارض فالتضحيات كلها جنوبية. وان لا يتم الالتفات نحو أي مؤثرات جانبية. لذا فان الحفاظ على ما تحقق من مكاسب عسكرية وسياسية لاسيما العلاقة مع الخارج أمرا مهما للغاية، ومعرفة أن هذه المرحلة ليست مرحلة التحرير أو الحل النهائي للقضية الجنوبية.
? إن اخذ بعُد تسمية المناصفة الجغرافية للحكومة بين الشمال والجنوب، هو أمر مهم ينبغي استيعابه جيدا من قبل كل الجنوبيين سواء في الانتقالي أو في الشرعية، لان ذلك يعطي بعداً جديداً لصالح القضية الوطنية الجنوبية، ويعد تحولا إيجابيا تجاه الجنوب، بديلا للعبة السياسية السابقة التي درجت عليها تشكيل الحكومات اليمنية السابقة منذ عام ١٩٩٤م.
والتي كانت تأخذ تسميات المحاصصة للأحزاب السياسية.
إن التوزيع الجغرافي بين الشمال والجنوب قد يدفع في إتجاه إعادة التكتل الجهوي وهو الأمر الذي يساعد على فك الاشتباك الجنوبي الجنوبي الحاصل اليوم بين شرعي وانتقالي.
? إن الحوثي بنهجه وموقفه الحالي لا يمكن ان يقبل المساومة السياسية التي تتنقص من مكانته ومشروعه السياسي لان القوى السياسية الأخرى في الشمال لا توجد على الارض، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تختلف عنه في توجهها الايدلوجي.
وهذا وضع يختلف عن الوضع في الجنوب.
? كان نظام صنعاء في كل الحكومات المتعاقبه من ١٩٩٤م يتعمد تعيين الجنوبيين فيها بوصفهم معارضين للقضية الوطنية الجنوبية ومشروعها التحرري، وهو الامر الذي أدى إلى الحاق الضرر في العملية السياسية الجنوبية. ثم ان تسمية الحكومة كان يعتمد على المعيار السياسي وليس الجهوي اما حكومة اليوم، سيدخل فيها جنوبيين ممثلين للقضية الوطنية والمشروع الجنوبي، بمعنى ان اختيار وزراء من قبل الانتقالي، وليس من قبل الطرف المعادي للجنوب، وهنا يختلف توجه الحنوبيين بالحكومة بين الامس واليوم.
?� وجود الجنوبيون في الحكومة القادمة، سوف يمنع الحكومة من نصب عدائها للجنوب،واساليبها السابقة في محاربة الجنوب وتعمد تدهور خدماته، التي عرفناها خلال السنوات السابقة. فلم يسمح بذلك وزاء الجنوب.
د. فضل الربيعي