اللواء بن بريك لبوابة "الجمهورية أون لاين" المصرية: مصر جناح السلام لنا وعلاقاتنا تاريخية منذ الاستعمار البريطاني
حوار / ولاء عمران
أكد اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي باليمن أن بلاده هي الرمق الأخير لجماعة الإخوان الإرهابية بعد فشلهم بمصر، مضيفا بأن مصر هي جناح السلام لليمن وعلاقتنا بها حميمية وتاريخية، ونحن شركاء معها ومع الدول العربية في مكافحة الإرهاب.
وفي حوار تخلله الصراحة والوضوح التقت بوابة " الجمهورية أون لاين" أوضح اللواء بن بريك أهم ملامح وتوصيات الدورة الثالثة للجمعية الوطنية وأهم المستجدات في مسار القضية الجنوبية سواء علي المستوي الإقليمي والدولي واتفاق الرياض والمعوقات التي تحول دونه وموقفهم من جماعة الإخوان في اليمن.
· * سيادة اللواء انتهت الدورة الثالثة للجمعية الوطنية حدثنا عن التوصيات وأهم ماجاء بها ؟
- - فترة انعقاد الدورة الثالثة كانت حساسة جدا وفيها كثير من المستجدات أهمها مخرجات اتفاقية الرياض والتأكيد علي تمسكنا وتنفيذها علي الواقع وكما شاهدتم الحضور المميز من كل المحافظات الجنوبية، وأبرز نتائج الدورة أن الجمعية الوطنية الجنوبية صادقت علي المبادرة واعتبرتها وثيقة مهمة وتأكيد لنهجنا وجنوحنا للسلام والذي انتهجته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، وتأكيدنا أن جميع مؤسسات المجلس الانتقالي مجتمع حول قيادته.
وأهم القرارات التي اتخذناها هو التعدد في القرار ان الذي يمس حياة المواطنين في الجنوب ومعاناتهم وكذلك كل مايخص المرأة والشباب وكان من أهم القرارات هو حظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفهم كجماعة ارهابية في الجنوب.
والتأكيد علي شراكتنا مع دول التحالف العربي ومن ضمنهم جمهورية مصر العربية وأكدنا علي علاقتنا المميزة والتي ستنطلق مع مصر قيادة وشعبا والشراكة في مكافحة الإرهاب مع الدول العربية.
وكان هناك تفاعل دولي وإقليمي من خلال بث مباشر علي كل القنوات العربية والصحف ومنها موقع الجمهورية المميز.
· * كان هناك حالة من الشد والجذب داخل الجلسات المغلقة فماهي أهم المعوقات والصعوبات التي واجهتكم خلال هذه الدورة خاصة أن لكل محافظة طلبات مختلفة عن الأخرى ؟.
- - كل الجنوبيين من مختلف المحافظات يجمعهم هدف واحد وهو الجنوب وقضيته، ومصير الجنوب مستقبلا، وجميعهم متكاتفون حول قيادتهم السياسية في المجلس الانتقالي ولكن الشيء المختلف هو أن كل محافظة تريد امتيازات أكثر في الخدمات نظرًا لإن الحكومات المتعاقبة للشرعية والتي كان يتبناها الإخوان المسلمين كانت تتلذذ بتعذيب الشعب الكهرباء، المياه، الصحة، التعليم، أثرت تأثير بالغ جدا علي حياة للمواطن الجنوبي، وكل محافظة كانت تريد الأفضل والكل يتنافس لصالح محافظته وهذا طبيعي في أي برلمان في العالم، لكن كل المحافظات تقف خلف القيادة السياسية
· * هل الجمعية مسيطرة على أرض الواقع والأعضاء يمارسون عملهم بكل أريحية أم لا؟
- - في الحقيقة برغم بعض التحركات المشبوهة لحزب الإصلاح الإخواني إلا أن السيطرة علي الأرض هي للمجلس الانتقالي والدليل علي ذلك هو حضور أكثر من ٨١٪ من الأعضاء حيث أن المجلس يضم أكثر من ٣٠٠ عضو حضروا جميعا باستثناء ١٨ عضوًا كانوا في الخارج للعلاج وجميعهم جاؤوا من كافة المحافظات وتحركوا بكل سلاسة ويسر وحماس ، بينما مجلس النواب التابع للشرعية لا يستطيع أن يجمع حتي ٢٠٪ فقط من أعضائه لإقامة جلساته برغم إمكانياتهم الضخمة.
· * اختيار توقيت إقامة الدورة الثالثة في ذكري التسامح والتصالح مؤكد له هدف ومغزي ورسالة؟
- - نتيجة للصراعات السياسية السابقة، منها أحداث يناير والانقسام الذي حدث وقتها في المجتمع الجنوبي أدي إلى خسائر كبيرة جدا ، وكان لمبادرة بعض الجمعيات مثل جمعية ردفان وجمعية العواذل دور كبير جدا في لم الشمل والتسامح والتصالح وقد كرمناهم في هذه الدورة لدورهم الكبير في تحقيق رسالة التسامح وتجاوز السلبيات.
وبالرغم من أن النظام السابق بعد الوحدة كان يكرس دائما لهذا الجانب بشتى الوسائل، لكننا تجاوزنا كل خلافاتنا، واختيار هذا اليوم له دلالة ورسالة لأعداء الجنوب وهم " الحوثيين ، وجماعة الأخوات المسلمين " وهي ان الجنوبيين متوحدين تحت قبة البرلمان الجنوبي.
· * بصراحة شديدة حربكم الأساسية كانت مع الحوثة والآن تواجهون جماعة الإخوان لممارستهم القذرة وبالرغم من ذلك مازالت المملكة العربية السعودية تثق وتتعاون مع هذه الجماعة ؟
- - نحن لدينا وعي كامل وإدراك كامل للمشكلات التي يواجهها التحالف منذ تشكيله ضد الإنقلابيين علي الشرعية وكان موقفنا أساسًا مع استعادة الشرعية قبل أن يأتي التحالف ، وحاولنا جنبا إلى جنب في خنادق مشتركة وبعد مجيء التحالف كنا شركاء معهم وسند وعون له، الآن أصبحت حربنا كجنوبيين وجها لوجه مع حزب الإخوان الذين وجهوا مدافعهم للجنوب وتركوا مهمتهم الأساسية وهي محاربتهم للحوثي ، هذه الجماعة هي من اعتبروا الشكل في مضمون الشرعية سلبت ونهبت الشرعية ولكن بقدرة وحنكة التحالف استطاعت أن توجد اتفاقية الرياض وتجاوز السلبيات السابقة علي اعتبار ان قوة الشرعية والتحالف يكمل بدرجة أساسية بوجود الجنوبيين في إطارها ، ووافقنا علي الاتفاقية وتركنا مطالبنا وأجلناها لسبب واحد وهو أن نريد للتحالف أن يعاد اعتباره في حين أن الإخوان يكرسوا في الباطن لفكرة أن التحالف أدوات محتلة، لكن بالانتصارات التي حققها الجنوبيين كسر هذا الاتهام وقوي علاقتنا بالتحالف وهذه الاتفاقية نعتبرها إعادة اعتبار للتحالف واعتراف دولي وإقليمي للمجلس الانتقالي والقضية الجنوبية، ونحن نشعر أن المرحلة القادمة مهمة جدا وهي التنفيذ الخلاق لاتفاقية الرياض ونسعى الي عدم إعطاء فرصه لإيران أن تتمدد وتكون في خاصرة اكبر دولة عربية وهي السعودية ووقوفنا بجانبها مهم جدا وبالتالي نشعر أن المرحلة اللاحقة تكرس لأهداف استراتيجية عربية من ضمنها الممرات الملاحية المهمة مثل باب المندب الذي يعتبر هو جزء مهم من الأمن القومي العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص ووجودنا ضمن اتفاقية الرياض مهم جدا وقضيتنا الأهم في مسار اهتمامات كل دول التحالف مستقبلا.
· * من وجهة نظرك هل ستلتزم الشرعية باتفاقية الرياض ؟
- - دعيني أوضح لكي أن جماعة الإخوان هم أكثر المعارضين للاتفاقية ربما أكثر من الحوثيين أنفسهم، ولكن أؤكد لكي أنها ستنفذ ، لإنها الرمق الأخير لهم والذي يشكل قوة تواجدهم هي اليمن، بعد فشلهم في مصر ولذلك لن يسمح التحالف بوجود الإخوان والحوثي، في الآونة الأخيرة لاحظنا أن الإخوان والحوثي يسعون للتحالف ضد المشروع العربي وهذا لن يسمح الدول العربية به أبدا، وستنفذ الاتفاقية حتي لو من جانب واحد وهي المجلس الانتقالي.
· × وماذا يعني تنفيذ الاتفاقية من جانب واحد وهو مجلسكم الانتقالي ؟
- - بمجرد أن تكون من جانب واحد ، سيكون هناك تحالف أكبر وهذا يعني أننا ودول التحالف سنوجه ضربة لإنهاء الأعداء وهم الحوثي والإخوان.
· * بما تفسر عدم تحقيق دول التحالف لأي نجاحات في المناطق الشمالية ، وكيف تري مصير الحرب في اليمن ؟
- - الصراع اليمني الذي نتج عنه حرب الحوثيين في ٢٠١٥ لم يكن وليد الصدفة بل هو امتداد تاريخي وامتداد وجود وظهور الحوثيين تاريخي أيضا ينبع من ٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢ ودور المصريين في مقاومة ومحاربة هذا التواجد الملكي ، واستمر يغذي بشكل وبآخر من قوة معادية للمشروع العربي وكل ما تقاربت الدول العربية من المشروع العربي الموحد كلما سعت قوة معينة إقليمية موجودة هي ايران قطر وانضمت إليهم مؤخرا تركيا ، لمحاربة هذا المشروع ، لكن الدول العربية لديها إمكانيات وثروات هائلة بإمكانها تشكيل تحالفات غير للتحالفات العربية ضد هذا الغزو ، وأعتقد أن المسألة بدأت تحلحل بشكلٍ أو بآخر ، بدليل رفض مصر التدخل التركي في ليبيا ونحن هنا نرفض المشروع الإيراني داخل اليمن ، وفي اعتقادي في نهاية المطاف ستنفذ اتفاقية الرياض مرحليا وسنجلس علي طاولة المفاوضات وستكون هناك قرارات لإنهاء الحرب وإعادة صياغة نظام الحكم سواء كان من إقليمين كمرحلة أولية لمدة قصيرة حتي يتم الاستفتاء ، وتقرير المصير للشعبين .
ونحن كجنوبيين لن نترك أشقاءنا في الشمال لسيطرة الحوثيين والإيرانيين علي الشطر الثاني وسنكون داعمين للمشروع العربي بكل مانملك من قوة.
· * ولكن مشروع الأقاليم لن يلبي طموحات الشعب الجنوبي ؟
- - من أجل الوصول لهدف نهائي وهو تقرير المصير واستعادة الدوله لابد أن تكون هناك مرحلة انتقالية مدتها ثلاث سنوات أو أربع بحيث يتمكن الجنوب من إعادة مؤسساته.
· * لكن ماذا لو فشل اتفاق الرياض نهائيًا ؟.
- - لو فشل كانت واحدة من دواعي عقد هذه الدورة واحتمالات الفشل بسبب المعوقات ، وماهي البدائل ، وناقشناه ودرسنا كل الجوانب وكل القرارات التي من الممكن أن تتخذ من جراء فشل الاتفاقية ، في وقتنا الحالي بجانبنا التحالف ودول صديقه سيدعموننا في اتخاذ قرار أحادي وهو يجسد إدارة الجنوب منفصلا حتي يتم الحل، ويتم أيضًا مواجهة المشروع الإيراني ومناهضته مع دول التحالف.
· * وادي حضرموت مازال يعاني من القاعدة داعش فلماذا لم يتم السيطرة عليهم مثلما حدث مع باقي المحافظات الجنوبية ؟
- - القاعدة وداعش هما الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين ومرتبطين ارتباط وثيق بهم ومتي ما اقتلعنا جذور الإخوان ستقتلع جذور داعش والقاعدة، وهذه الفلسفة جاءت من مصر الذي أكدوا هذا الكلام وكنت وقتها ملحقًا عسكريًا بمصر وأعرف مدى الصعوبات التي تواجه النظام المصري والجيش المصري من تمدد الإخوان المسلمين وتنسيقاتهم مع قطر وتركيا وإسرائيل للتآمر علي مصر ، والآن العالم كله يعلم مدي خطورة هذه الجماعة وهناك ووثائق قدمت للأمم المتحدة من قبل عدد كبير من الدول التي عانت من ممارسات هذه الجماعة وحاليا هي تدرس وتناقش وأعتقد أنه سيكون هناك قرار بحظرهم وتصنيفهم كجماعة إرهابيه دوليًا وستكون نهاية هذه الجماعة قريبا جدا.
مصر هي جناح السلام بالنسبة للجنوبيين حتي أيام الاستعمار البريطاني، في مصر توجد شوارع تحمل اسم عدن وبعض المدن الجنوبية وعندنا في الجنوب مناطق تحمل اسماء شوارع ومدن مصر ، القاهرة والعريش والمنصورة وهذا يدل علي العمق التاريخي والمحبة بين الشعبين والعلاقة الحميمة بين الشعبين وأملي أن تكون العلاقات أكثر وثوقا في المستقبل وتنشد مصر السلام والاستقرار.