غدير النعيسة تكتب ... وحدة الموت !
ميناء على ساحل خليج عدن الذي ينفتح على المحيط الهندي وبحر العرب، وفضلاً عن تحكمه بطريق البحر الأحمر الذي يمر به.
وهو مصدر الدخل القومي الأكبر للجنوب العربي، وأيضاً من أكبر الموانئ الطبيعية في العالم.
وقد صنف في الخمسينات القرن الماضي كثاني ميناء في العالم بعد نيويورك لتزويد السفن بالوقود.
وطريق مهم للتجارة العالمية القديم حيث المكان الساحلي جعله إحدى المحطات الرئيسية لتجارة التوابل منذ الأزل.
وهي غنية بالثروات السمكية والبحرية، وقد كسبت الصناعة مقوماتها من مجموعة مصانع و وحدات إنتاجية أهمها “مصفاة عدن”.
ويوجد في أراضيها بعض المعادن من أهمها (الاسكوريا والبرلايت) والزجاج البركاني، ومعادن طينية تستخدم في صناعة الإسمنت والطوب الحراري.
كل هذه الإمتيازات جعلت من عدن عاصمة منذ قيام دولة الجنوب العربي، قبل تغيير مسماها إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية .
فالموقع الجغرافي المتميز المطل على البحر، وثرواتها العديدة جعل منها أطماع لعلي عبدالله صالح رئيس اليمن حيث أراد ضم هذه البقعة تحت سيطرتة، وأنه يرى أن عدد السكان في الشمال يفوق بأضعاف عدد السكان في الجنوب، وأن قوة جيشة العسكرية أقوى منهم وهم يتصفون بالضعف فهو قادر علي تولي زمام السلطة في كلا الجهتين.
حيث وفد إلى عدن في عام 1989 وقابل الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني علي سالم البيض وعرض علية فكرة مشروع الوحدة اليمنية فوافق البيض على ذلك
وتم توقيع المعاهدة.
وتم تسميتها ( الجمهورية اليمنية ) بعد الوحدة، وعلى أن يكون علي عبدالله صالح الرئيس وعلي سالم البيض نائبه لها.
رغم تواجد معارضين في الشمال والجنوب على عدم تأييدهم على هذه الوحدة وخرجت معارضات كثيرة.
في البداية خدعهم في أن الوحدة من صالح كلا الطرفين وأنها لن تهدد كيان الدولتين حيث أن تبقى كل دولة على مكانتها وحكمها، وكل ذلك حتى يصل إلى مآربه ثم يقلب عليهم ويجبرهم على حكمة حتى لو دخل حرب في ذلك وفعلاً قد تحقق له هذا وحكمها بالغصب وقوة النار.
وبعد مرور زمن من توقيع المعاهدة قد أدى هذا الوضع الى خلق أزمة سياسية حقيقية بينهم، فقد حاول كل من النظامين فرض سلطته ونظامه في الحكم في الدولة الموحدة.
فقد فشلوا في دمج المؤسسة العسكرية، وأيضا دمج المؤسسة الأمنية، ودمج القوانين المدنية والجنائية كلها في نظام واحد، وأختلفوا في وضع عملة موحدة بينهم.
وفي عام 1994 أندلعت حرب ما بين الشمال والجنوب، مما دفع الرئيس البيض إلى اعلان فك الإرتباط وإستعادة الدولة الجنوبية بعد أن أضاعها من بين يدية إلا أن صالح رفض ذلك وبقوة.
وحمل شعار (الوحدة أو الموت) لم يكن هذا الشعار حمله إحدى قادات الإسلام في وجه أعدائهم الكفار، بل كان شعار من أجل أغتصاب أرض حرة، وقامت حرب أنتصرت فيها القوات الشمالية على الجنوب.
وضمها صالح تحت جناح دولته وأصبح هو الرئيس الفعلي والوحيد لدولة اليمن بعد الوحدة.
وقد اتبع حينها أسلوباً ممنهجاً لتدمير الهوية الجنوبية، وأصبح كيانها ضعيف، ومتفكك من الداخل.
فقد جلب القتل والدمار في سبيل نهب ثروات وخيرات الوطن، ولم تجلب وحدة الموت الإجرامية بحق الأرض والشعب سوى الهزائم والضياع.