ذكرى التحرير...ملاحم بطولية يسطرها ابطال عدن في جبهات الشرف والقتال

لم يكن يوم 27رمضان1436من عام 2015 يوما عاديا في تاريخ أبناء الجنوب؛ بل كان يومًا تاريخيًا للجنوب وللمنطقة العربية برمتها، ففي هذا اليوم تحقق النصر، وصدحت به المآذن تخبرنا أن قوات المقاومة الجنوبية المكونة من كل أبناء محافظات الجنوب؛ قد أفشلت مخطط إيران ـ المتمثل بضرب العمق العربي عبر الجنوب وعاصمته عدن ـ وقطعت أيديهم في المنطقة ...

سيذكر التاريخ وعبر صفحاته أن عدن عاصمة الجنوب برجالها وشبابها ونسائها وشيوخها المدينة العربية الوحيدة التي هزمت المشروع الإيراني في المنطقة شر هزيمة؛ ووقفت سدا منيعا أمام الغزاة الطامعين.

هزمت عدن الحوثيين لأنها لايوجد فيها نصيرا واحد لهم أو لطهران فكان طبيعي جدا أن تصدح المساجد بتكبيرات النصر مع تكبيرات العيد .

من الجنوب وعاصمته عدن تمكنت قوات المقاومة الجنوبية؛ وبإسناد من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الانتصار للأمن العربي وللدول العربية والإسلامية برمتها ممن طالهم العبث الفارسي الإيراني إلا أن الجنوبيين قالوا كلمتهم وقطعوا اليد الخبيثة في المنطقة دون رجعة...

و نتذكر أبطال تحرير عدن أحمد سيف اليافعي، وجعفر محمد سعد، وغيرهم من الأبطال الذين هندسوا لهذا النصر وخططوا له، كما أننا نتذكر تضحيات إخواننا "كتيبة الدبابات" للقائد الاماراتي الشهيد عبد العزيز الكعبي-رحمه الله-الذي تقدمت من حي عبد القوي باتجاه مطار عدن؛ يسندها أبطال قوات المقاومة الجنوبية لتحرير المطار، سقط الشهيد (الكعبي) مضرجا بدمه في المعركة وواصل رفاقه معركة تحرير المطار الى أن تحقق النصر؛ وتحررت عدن بأكملها- فهي الصخرة التي تحطمت عليها طموحات إيران ومرتزقتها الحوثيين وتبخرت على شواطئها أحلامهم وعادوا يجرون أذيال الهزيمة-.

إن تاريخ 27 رمضان يُعد يوم النصر الجنوبي العظيم الذي أزاح ظلام الاحتلال، وأشرق فيه فجر التحرير على أبناء عدن والجنوب "في هذا اليوم قُضي على المشروع الفارسي الإيراني وكان تحولا تاريخيا في تاريخ المنطقة برمتها يوما لا ينسى من ذاكرة الجنوبيين كيف لا وهو من أعاد البسمة والأمل إلى كل الشعوب التواقة للحرية.... إن الجنوب بامتداده الجغرافي من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا ظلّ وسيظلُّ حرا أبيا، عربي الهوى والهوية، ولن يخون عروبته وإسلامه، وعلى أرض الجنوب تتعاظم مآثر الانتصار للعروبة والإسلام .

ملاحم تحرير عدن ستظل خالدة في وجدان كل العرب والمسلمين بصفتها أعظم ملاحم الذود عن الأمن العربي، وقطع دابر المخططات التوسعية الإيرانية في المنطقة الإسلامية و العربية بالذات! 

كتب العميد /محسن الوالي

 القائد العام لقوات الدعم والإسناد والأحزمة الامنية