الدكتور صالح علي الجبواني يكتب.. الصراع الجنوبي الواقــــــــع والمآمــــــــؤل

الجنوب بوست /خاص

الصراع الجنوبي_الواقــــــــع والمآمــــــــؤل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يبدو ان الصراع الجنوبي صفة متجذرة في الوعي والتفكير السياسي والشعبي الجنوبي ومايعزز هذه الفرضية استمرارية الصراع بين الاجيال المتعاقبة حتى يومنا هذا رغم ضعف اسباب الصراع وسهولة الخلاص منها وبالرغم من المتغيرات الكبيرة في السياسة الدولية وكذا التطورات الهائلة على مختلف الاصعدة السياسية والديمقراطية والاقتصادية والثورة التكنولوجية التي احدثت تغيرات ملموسة في الوعي السياسي والشعبي لكثير من دول وشعوب العالم التي لازمها الصراع ردحا من الزمن ولكنها استفادت من هذه التطورات ووظفتها لبناء اسس الدولة المستقرة القائمة على الشراكة بين جميع اطيافها وتغلبت على اسباب الصراع القائم على قضايا عرقية وايدولوجية وديموغرافية كبيرة هذه القضايا لم تكن في يوما من اسباب الصراع الجنوبي الجنوبي نظرا لوحدة العرق والدين واتساع المساحة الجغرافية وكثرة وتعدد مصادر الثروة التي تكفي لجعل هذا البلد من اغناء الدول؛في مراحل الدولة الجنوبية الاولى كانت اسباب الصراع تعزى الى التوجهات السياسية المتعلقة بالسياسة الخارجية رغم عدم منطقيتها وكان بالامكان التغلب عليها دون اراقة الدماء وتدمير النسيج الاجتماعي لكن الايام اثبتت ان هذا لم يكن السبب الحقيقي وذلك لاستمرارية الصراع في غياب هذا السبب؛ فالجنوبيين اليوم لايتصارعون على توجهات سياسيه تتعلق بالسياسه الخارجيه ولم يكن الصراع على الثروة ولا على اختلاف المنهج الديني 

لماذا اذن هذا الصراع؟ 

كل المؤشرات تدل على ان اسباب الصراع تتعلق بالوعي والتفكير السياسي الجمعي للقادة الجنوبيين والذي لم يرقى الى تفكير رجال الدولة وتحجر عند مستوى التفكير الجهوي والقبلي والمناطقي وهذه الثغرة هي الباب الواسع للطامعين في هذا البلد وبادوات محلية رخيصة الثمن

خطوة جرئية وطموحة ان يعلن المجلس الانتقالي مؤخرا عن فتح ابواب واسعة للحوار مع جميع الاطياف الجنوبية وعلى الجميع استغلال هذه الفرصة التاريخية والترفع عن المصالح الشخصية الضيقة التي ستاتي بالضرورة في اطار المصلحة العامة والتغلب على العواطف والنوازع الداخلية هو القرار الشجاع لرجال السياسة؛ العواطف ومفاهيم العار والشرف والكرامة لاتبني دولا بل تهدمها والتفكير في بناء وطن يتسع للجميع يتيح الفرص لاستغلال امكانيات وثروات البلد وتوجيهها نحو نقلة نوعية لجميع افراد المجتمع واخراجهم من حالة الفقر والجهل والمرض هذا هو العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم وليتذكر الحكام انهم يقسموا على مراعاة مصالح الشعب لا على مصالحهم الشخصية؛ الشعب ليس له اي مصلحة من هذا الصراع بل اصبح هذا الصراع كارثة حقيقية 

انزلوا بتفكيركم ومشاعركم للحظات من حالة الترف التي تعيشونها الى حالة البؤس التي يعيشها البسطاء بسبب صراعاتكم الانانية الرعناء عندها ستدركون فداحة اعمالكم لعلكم ترجعون الى الصواب واذا رجعتوا ستشعرون براحة الضمير لمن بقي عنده وازع من ضمير. 

 

د/صالح علي الجبواني