تواصل فعاليات مهرجان الشيخ زايد للموروث السقطري

الجنوب بوست /الرؤيه

تتواصل فعاليات مهرجان الشيخ زايد للموروث السقطري، منذ السبت الماضي، في أرخبيل سقطرى باليمن، بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وذلك بهدف إحياء الفلكلور المحلي الذي تمتاز به الجزيرة ذات التنوع البيئي الفريد وتحفيز السقطريين على الاهتمام به.

 

 

ومنذ انطلاقته في أجواء صاخبة ومشاركة واسعة من كل أطياف المجتمع السقطري والمسؤولين في الجزيرة، شهد المهرجان إقامة فقرات متنوعة أبرزت العادات والتقاليد والإرث الشعبي الذي تمتاز به الجزيرة، ومن المنتظر إقامة بطولة لكرة القدم ومسابقات للهجن والعديد من الأنشطة المتعددة في الفترة القادمة من المهرجان.

 

وقال مدير مكتب وزارة الثقافة اليمنية في سقطرى عمر قبلان لـ«الرؤية»، إن العديد من العروض تقام في هذا المهرجان، مثل عرض المشغولات اليدوية، والصناعات التقليدية السقطرية، والطبخات السقطرية القديمة، إضافة إلى مسابقة شعرية تقام بين الشعراء للتنافس على المراكز الثلاثة الأولى، وهناك جوائز مالية قيّمة تقدمها مؤسسة خليفة للفائزين بهذه المراكز، إضافة إلى جوائز تقديرية تُمنح لجميع الشعراء المشاركين الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز.

 

 

 

مهرجان الشيخ زايد للموروث السقطرى

 

 

وأضاف قبلان، أن هناك معروضات عدة يبرزها المهرجان لزواره مثل المصنوعات الخزفية، والفخاريات، مؤكداً أن المهرجان اشتمل على كل ما تتمتع به سقطرى من عادات وتقاليد وأدب وتراث، وسيستمر بفعالياته المتنوعة وبرامجه المتعددة على مدى 90 يوماً، لافتاً إلى أن الهدف منه هو التعريف بتراث وثقافة سقطرى، إذ إن سقطرى يُسمع عنها في جانب التنوع البيئي بين المجتمعات الأخرى أمام تراثها وثقافتها ظلت في فترة سبات طويلة، ولهذا يقام هذا المهرجان لإبراز هذا الكنز المدفون وتعريف المجتمعات الأخرى به.

 

 

واستطرد مدير مكتب الثقافة قائلاً: "مؤسسة الشيخ خليفة أتت لتنفض غبار النسيان عن هذا الإرث الثمين من خلال هذا المهرجان، وتحفيز السقطريين على الحفاظ على هذا التراث والافتخار به، حيث إن هناك جوانب من الأدب السقطرى بدأت بالانقراض وهناك أيضاً جوانب من الأدب والشعر السقطرى صارت في مطاوي النسيان بسبب الإهمال وعدم الاهتمام بهذا الموروث، وجاء هذا الحدث لإحيائها".

 

 

وأكد أن سقطرى لديها لغة خاصة يخشى عليها سكانها من الاندثار كونها لغة محاكاة وليست لغة توثيق، ما يجعل المسابقة الشعرية التي تؤدى باللغة الخاصة لأبناء سقطرى حافزاً يشجع على الاهتمام باللغة السقطرية، التي بات الحفاظ عليها صعباً جداً مع احتكاك المجتمع السقطري بلغات أخرى موثقة ومعتمدة.

 

ونوّه قبلان بأن المهرجان يقام حالياً بنسخته الخامسة، وكل النسخ التي سبق وأن أقيمت في الجزيرة كانت أيضاً بدعم من مؤسسة خليفة التي أسهمت بشكل فاعل في الحفاظ على إرث سقطرى وتعزيز مكانته بين أبناء الأرخبيل الذين غُيب إرثهم الثقافي لسنوات وظل محصوراً فقط على الجزيرة بعكس ما هو الحال عليه اليوم وقد أصبح الموروث السقطرة يحضى بالاهتمام في سقطرى وخارجها.

 

 

وأشاد سليف بن عباس أحد أبناء سقطرى المشاركين في المهرجان بدور مؤسسة خليفة بن زايد، مؤكداً لـ«الرؤية» أن المهرجان يحظى بأهمية كبيرة بين أبناء الأرخبيل كونه يهتم بموروث سقطرى المنسي ويبرز إلى العلن تقاليد وطقوس وعادات سكان الجزيرة بصورة تثير الدهشة والتعجب لما تتميز به سقطرى من تنوع فريد في الموروث كما هو تنوعها البيئي.