أطفالٌ تفترسهم وحشية الحوثي
لم تكترث المليشيات الحوثية بالمواثيق والقوانين الدولية التي تفرض ضرورة حماية الأطفال لا سيّما في أوقات الحروب، بل تعمَّد الانقلابيون استهداف الأطفال بشكل مباشر، وخلَّفوا وراءهم حالة إنسانية شديدة البشاعة.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي تجاوزت عامها الخامس، ارتكبت المليشيات الحوثية عديد الجرائم والانتهاكات ضد الأطفال، تكشف العديد من التقارير الدولية عن هولها وكارثيتها.
وفي تقرير حديث، كشفت منظمة "انقذوا الأطفال" الدولية عن مقتل وإصابة 33 طفلاً شهريًّا، في محافظتي الحديدة وتعز، خلال العام الجاري.
المنظمة قالت إنّه بعد مرور عام على اتفاق استكهولم، لا يزال الأطفال ضحايا لعدوان مليشيا الحوثي، وأضافت أنَّ الحديدة وتعز هما أكثر المناطق دموية بالنسبة للأطفال، بعد عام واحد من توقيع اتفاقية ستوكهولم، الذي كان من المفترض أن تحقق الاستقرار.
وأضاف التقرير أنَّ نصف الأطفال الذين قتلوا كنتيجة مباشرة لعدوان مليشيا الحوثي سقطوا في الحديدة، وحذرت من ارتفاع وتيرة قتل الأطفال وفيات الأطفال بشكل أكبر.
التقرير الدولي الجديد يرصد واقع استهداف الأطفال في اليمن من قِبل المليشيات الحوثية تزامنًا مع مرور عام على توقيع اتفاق السويد، الذي كان يُفترض أن يكون خطوة أولى على طريق إحلال السلام، إلا أنَّ الخروقات والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية قد أفشلت هذا الاتفاق.
وكثيرًا ما فضحت تقارير دولية تصدر من منظمات معنية بالأطفال حجم المآسي التي ارتكبها الحوثيون، فقبل بضعة أيام كشفت منظمة "يونيسف" التابعة للأمم المتحدة، أنَّ الحرب الحوثية أدت إلى مقتل ألفي طفل وتشويه 4800 آخرين منذ بدئها، وتسبَّبت بنزوح 3,6 مليون شخص، بمن فيهم مليونا طفل من النازحين داخليًّا.
وأكدت المنظمة تجنيد 2700 طفل في القوات والجماعات المسلحة في إشارة لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وحذَّرت من أضرار إغلاق المدارس والمستشفيات، الذي يهدد حصول الأطفال على الخدمات التعليمية والصحية، ويجعلهم عرضة لمخاوف أمنية خطيرة.
وأوضحت أنَّ أكثر من 368 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وأشارت إلى وجود ما لا يقل عن مليوني طفل خارج المدرسة، لافتةً إلى أنّ تسرُّب الفتيات في المرحلة الثانوية يعتقد أن أسبابه المشكلات الأمنية ونقص المدرسات وعدم وجود مرافق ملائمة للمياه والصرف الصحي.
وارتكبت المليشيات الحوثية صنوفًا عديدة من الانتهاكات التي نالت من الأطفال، وخلَّف الانقلابيون وراءهم حالة إنسانية شديدة البشاعة.
ويعتبر "تجنيد الأطفال" الجريمة الأشد بشاعة التي اقترفها الحوثيون ضد الأطفال من أجل تعزيز جبهاتهم، وقد كشفت إحصاءات رسمية أنّ الحوثيين جنَّدوا نحو 30 ألف طفل لإشراكهم في المواجهات الدائرة خلال الحرب العبثية التي أشعلتها في صيف 2014.
وكشفت تقارير حقوقية عن حجم المآسي والمعاناة التي لحقت بالأطفال جرّاء الحرب الحوثية، حيث رصدت التقارير ارتكاب المليشيات 65 ألف انتهاك بحق الأطفال تنوعت بين القتل والتجنيد والإخفاء والحرمان من التعليم.
وانتهجت المليشيات الحوثية أساليب إرهابية، ومارست أبشع الانتهاكات بحق الأطفال، وعملت على حرمانهم من الخدمات كافة التي كفلتها القوانين والمبادئ الدولية، وزجت بهم في المعارك وأجبرتهم على التجنيد، وحالت دون التحاقهم بالتعليم.
وفي الفترة من أول يناير 2015 حتى 30 أغسطس 2019، ارتكب الحوثيون أكثر من 65 ألف واقعة انتهاك بحق الأطفال، حيث قتل 3 آلاف و888 طفلًا بشكل مباشر، وأصيب 5 آلاف و357 طفلًا، فضلًا عن إعاقة 164 طفلاً إعاقة دائمة جراء المقذوفات العشوائية على الأحياء السكنية المكتظة بالأطفال.
كما أنّ هناك قرابة 456 طفلًا تعرضوا للاختطاف من قبل الحوثيين وما زالوا خلف قضبان المليشيات، كما تسبّب الانقلابيون في تهجير 43 ألفًا و608 أطفال آخرين.