الاتحاد الأوروبي: الصين لا تأخذ مخاوفنا التجارية "على محمل الجد" منذ عقدين

بلومبرغ

الجنوب بوست/ متابعات

قال كبير مبعوثي الاتحاد الأوروبي إن الصين تجاهلت على مدى العقدين الماضيين المخاوف الأوروبية المتعلقة بالقضايا التجارية، في إشارة إلى التحديات التي تواجهها بكين في حملتها الرامية لتحسين العلاقات مع التكتل.

وأكد خورخي توليدو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، أن على الطرفين معالجة الاختلالات المتزايدة في علاقتهما من أجل الحفاظ على الروابط بينهما في عالم "غير آمن وغير مستقر". وأضاف أن بكين لم تفعل ما يكفي لمعالجة الشكاوى الأوروبية طويلة الأمد بشأن الصادرات الصينية ومعاملة الشركات الأوروبية.

انتقاد مباشر للسياسات الصينية

وقال توليدو، خلال فعالية أقيمت في شنغهاي بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين: "لدينا انطباع راسخ –في حالتي، بعد أكثر من 20 عاماً من المفاوضات مع الحكومة الصينية– بأننا لم نُؤخذ على محمل الجد عندما يتعلق الأمر بالحواجز التجارية". وتابع: "ثمة أمر خاطئ، وعلينا الاعتراف به، وعلينا أن ندرس كيف يمكن إصلاحه".

ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب للتعليق أُرسل بعد ظهر الجمعة.

سعي صيني لتحسين العلاقات

تسعى الصين إلى إصلاح علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، مقدمة نفسها كشريك أكثر موثوقية في وقت تتسبب فيه تقلبات سياسات دونالد ترمب التجارية والدفاعية في إبعاد الحلفاء. وقد بعث الرئيس شي جين بينغ هذا الأسبوع برسالة إلى القادة الأوروبيين يدعوهم فيها إلى الوقوف إلى جانب بلاده في مواجهة الأحادية.

مخاوف من فائض صادرات

ومن المرجح أن تزيد المخاوف من فائض الصادرات الصينية بعد صدور بيانات التجارة يوم الجمعة، والتي أظهرت ارتفاع الشحنات من ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 8% الشهر الماضي. وفي المقابل، تراجعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 21%، ما يدفع الشركات المصنعة إلى البحث عن أسواق جديدة، وهو ما قد يزيد من حدة التوترات الجيوسياسية.

وأضاف توليدو: "إذا كنا نريد لعلاقتنا أن تستمر في الازدهار، فعلينا أن نتحلّى بالإرادة، وخاصة الآن، لتفادي إقامة حواجز بيننا في وقت يبدو فيه العالم يتجه نحو التشرذم".

بيئة أعمال أكثر صعوبة

وكشف استطلاع نُشر الخميس عن غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين أن معظم الشركات الأوروبية العاملة في البلاد لم تتأثر بشكل كبير حتى الآن بالحرب التجارية، لكن الأغلبية قالت إن بيئة الأعمال أصبحت أكثر صعوبة هذا العام.

وقال توليدو: "نحن بحاجة إلى إعادة التوازن في هذه العلاقة". و"لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يبقى مفتوحاً دون شروط"، خاصة في وقت تُغلق فيه أسواق كبيرة أخرى أبوابها أمام الصين.