حين تصبح الأعياد عبئا ثقيلا على كاهل المواطن في الجنوب.

الجنوب بوست/ متابعات

كتب عبدالقادر العنقري 

ما إن تقترب المناسبات الدينية، حتى تتجدد الهموم والمتاعب والضغوط النفسية لدى المواطن في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب ، ويغلف الانكسار الوجداني الأجواء التي يفترض أن تكون محملة بالبهجة والسكينة، ليس خوفا من هذه المناسبات، بل لأن الغالبية لم يعودوا قادرين على زرع الفرح في وجوه أطفالهم وأسرهم، وسط واقع معيشي تحول إلى كابوس يومي لا يرحم، في وقت تأتي المناسبات الإسلامية الكبرى محملة باليأس عوضا عن الرجاء، وبالأنين بدلا من الدعاء.

المواطن، الذي كان ينتظر الأعياد ليجتمع مع أسرته في أجواء مفعمة بالفرح، بات يراها اليوم محطات إضافية للعجز والانكسار، تذكره بما لا يستطيع توفيره، وبما فاته من حياة كريمة تليق بإنسانيته.

في الدول المجاورة، تلون الأعياد الشوارع وتملأ الأسواق بالحيوية، بينما هنا، تطفأ الأنوار، وتقفل الأبواب، وتعم الوجوه مسحة من الحزن والتعب ، حيث ان المواطن في بلدي،أصبح "ضحية الجلاد" في معركة لا صوت فيها للعدالة ولا موطئ فيها للرحمة.

الانكسار،شعور قاسي، لا يدركه إلا من ذاق مرارته، ومن انتظر راتبه الشهري لأكثر من ستين يوما، ذلك الراتب الذي تحول إلى مجرد رقم باهت في حساب بنكي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يفي بأبسط متطلبات الحياة اليومية، في ظل أزمة اقتصادية متصاعدة لا يبدو أن لها نهاية قريبة.

إننا أمام مشهد لا يليق بإنسان، ولا يتناسب مع قدسية هذه المناسبات التي من المفترض أن تكون واحة للفرح والتآلف، ولكن الواقع، بكل ثقله، يسلب منها معناها، ويحولها إلى أيام مثقلة بالحزن والحسرة.

ووسط كل هذا الألم، يبقى السؤال حاضرا، مؤلما وثقيلا: إلى متى سنظل نقايض أفراحنا بالحرمان؟ إلى متى سيستمر كل ذلك؟

"إلى الله المشتكى"

الأحد 1 يونيو 2025