التحالف العربي 2019.. مبادرات نوعية تعبّد طريق السلام باليمن
لم يقتصر دور التحالف العربي في اليمن خلال عام 2019 على الدعم العسكري والاقتصادي والإنساني للحكومة اليمنية، بل امتد إلى تقديم مبادرات نوعية، وصفها مراقبون بأنها تعبّد طريق السلام الذي يتطلع إليه المجتمع الدولي خلال العام المقبل.
عبدالعزيز الكعبي.. ملاحم بطولية لأول شهيد إماراتي في اليمن اتفاق الرياض.. ثمرة التنسيق السعودي الإماراتي بشأن اليمن
وخلال الأشهر الماضية، نجحت دول التحالف العربي في إفساح المجال بشكل أكبر لفرص الحل السياسي في اليمن، وسحب البساط من تحت أقدام مليشيا الحوثي الإرهابية، التي تريد إيران استخدامها كأداة في معاركها مع دول الجوار.

وكان اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية، وبتنسيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، هو الإنجاز الأبرز الذي حدث خلال عام 2019.
كما قدّم التحالف العربي عدداً من المبادرات التي حظيت بترحيب واسع من المجتمع الدولي، واعتبرها "بوابة لإرساء الحل الشامل".
اتفاق الرياض
عقب الأحداث التي شهدتها عدن أواخر أغسطس/آب الماضي، رعت المملكة العربية السعودية، لأكثر من شهرين، مشاورات مباشرة بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي، تكللت بالتوقيع على اتفاق الرياض.
وتضمن الاتفاق الذي تم توقيعه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، عدداً من البنود السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.

وأثمر الاتفاق عن نزع فتيل التوتر في المحافظات اليمنية المحررة، وعودة الحكومة الشرعية إلى عدن، واستئناف العمل في مؤسسات الدولة من العاصمة المؤقتة جنوبي البلاد.
وعلى الرغم من العراقيل الإخوانية التي قد تهدد الاتفاق؛ فإن دول التحالف العربي تعمل على حل جميع الترتيبات الأمنية قبل الدخول في الملف السياسي وتشكيل حكومة كفاءات بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه.
وفيما ذهبت وسائل إعلام إخوانية إلى الترويج لفشل تنفيذ الاتفاق، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، أن كبار المسؤولين في الحكومة السعودية أكدوا له أنهم يحرصون على تطبيق اتفاق الرياض.
وقال جريفيث، في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة، منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن اتفاق الرياض يمنح الأمم المتحدة الوقت للتوسط لإنهاء الصراع الشامل، لافتاً إلى أن انهياره سيكون "ضربة مدمرة لليمن".
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية" أن التحالف العربي والأمم المتحدة يتحركان لتوسيع اتفاق الرياض، بحيث يشمل مليشيا الحوثي الانقلابية في المرحلة المقبلة، ويكون اتفاقاً شاملاً لإنهاء الحرب في عموم اليمن، وليس نزع التوتر في المحافظات المحررة فحسب.
رفع الحظر عن مطار صنعاء
وخلال العام أعلنت قوات التحالف العربي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفع الحظر عن الرحلات الجوية التجارية للمرضى من مطار صنعاء الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وكان التحالف قد أعلن فرض الحظر الجوي على المطار، في أغسطس/آب 2015، من أجل الحد من عمليات تهريب الأسلحة والقيادات الحوثية، ليتم اعتماد مطار عدن الدولي منفذاً جوياً رئيسياً لجميع اليمنيين، كونه يخضع لسيطرة الحكومة الشرعية.
وبهدف الدفع نحو عملية سلام واسعة، قرر التحالف استئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء، بالتزامن مع إطلاق سراح 120 أسيراً حوثياً، كدفعة أولى، تم نقلهم إلى صنعاء.
ولا يعرف متى ستبدأ أول رحلة من مطار صنعاء، لكن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها تستكمل الترتيبات من أجل تدشين ما سُمي بـ"الجسر الجوي" لإجلاء المرضى من مطار صنعاء مباشرة إلى الدول التي يريدون الوصول إليها.
وكشف مصدر حكومي يمني لـ"العين الإخبارية" عن أن هناك صراع أجنحة داخل المليشيا الانقلابية؛ حيث يدفع طرف نحو وقف الحرب وتوقيع اتفاق سلام في الكويت، فيما يرضخ جناح آخر للإملاءات الإيرانية ويتمسك بالحرب