تجنيد الأطفال.. جريمة حوثية في اليمن لن يغفرها التاريخ

الجنوب بوست/خاص

مع تكبد ميليشيا الحوثي الانقلابية يومًا بعد يوم خسائر كبيرة في أعداد مقاتليها، وانحسار رقعة سيطرتها على مساحات شاسعة في اليمن، دفع ذلك الميليشيات المتمردة إلى تجنيد الأطفال والزج بهم إلى جبهات القتال وأتون الحرب.

وبالرغم من أساليب الترغيب والترهيب التي تنتهجها الميليشيا الانقلابية، إلا أنها لم تعد تجدي نفعًا مع القبائل الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين، إذ باتت تظهر عزوفًا واضحًا عن تلبية الدعوات للدفع بأبنائها إلى جبهات القتال.

وفيما يخص المزاعم التي تروج لها الميليشيا من قتال العدو لم تعد تقنع حى الأطفال

جريمة تجنيد الأطفال

جريمة تجنيد الأطفال مخالفة لكل المواثيق الدولية التي تجرم استخدامهم في القتال، وتحرم حتى استغلالهم في أعمال شريفة، إلا أنها باتت من الظواهر الأكثر ازدياداً مع تنامي وازدياد وتائر الصراعات والاقتتال في العديد من الدول، خاصة في المجتمعات القبلية، الأمر الذي يمثل إحباطاً لمستقبل الأجيال القادمة في حياة كريمة.

استغلال الفقر والعوز

وتستغل جماعة الحوثي الانقلابية حالة الفقر والعوز في المناطق التي تقع تحت سيطرة عناصرها، من خلال الإعلان عن مقابل مادي شهري لمن ينضمون إليها، ومع رفض القبائل هذه المساومات، تجد المليشيات المدعومة من إيران سببًا لشن هجمات عسكرية بشكل متكرر على تلك القبائل، كما حدث سابقًا في هجومهم على قبائل همدان في محيط صنعاء والحدا في ذمار.

إحصائيات تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين

تكشف الإحصائيات الحديثة الصادرة عن وزارة حقوق الإنسان اليمنية تصاعد أعداد الأطفال المستغلين في الحروب من قبل الميلشيات المختلفة، وفى مقدمتها ميلشيات الحوثى الانقلابية، التي جندت أكثر من 30 ألف طفل في صفوفها بحرب اليمن تم تجنيدهم في 51 معسكرًا.

وأكدت الإحصائيات تركز تجنيد الأطفال في الفئة العمرية ما بين 13 و15 عاما، وتم توثيق 5837 منهم مجندين في معسكرات الحوثى، بينما بلغ عدد الأطفال المجندين من سن 10 إلى 14، عدد 751 طفلا.

ووثقت الوزارة 1673 مصابا من بين هؤلاء الأطفال وغالبيتهم من محافظات حجة والمحويت والضالع والبيضا ومأرب.

 

تقرير أممي

وسبق وكشف تقرير دولي عن تفاقم ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن منذ اندلاع الصراع بين المتمردين الحوثيين والسلطات الشرعية، والذي لفت أنظار مجلس الأمن الدولي إلى أن الأمم المتحدة وشركاءها رصدوا تجنيد الأطفال في اليمن في صفوف قوات المتمردين وتنظيمي «القاعدة» و«أنصار الشريعة»، حيث رصد التقرير مقتل 159 طفلاً، وكذا جرح 363 آخرين خلال عام 2014 فقط في اليمن.

كما أظهر التقرير بشكل كبير جداً أزمة تجنيد الأطفال في اليمن، حيث أكد أن الظاهرة تستند إلى ثقافة تشجع على حمل السلاح، وأن الدراسة الميدانية التي أجريت خلصت إلى أن تجنيد الأطفال في صفوف الحوثيين يصل إلى ما نسبته 50% مقابل 40% لمجندين أطفال يقاتلون في صفوف القبائل والجماعات المسلحة الأخرى.

 

لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة

وأصدرت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة البروتوكول الإلزامي الخاص باتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عدم تجنيد الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة لأي طفل.

كما تطالب اللجنة الدولة الطرف على ضمان أن تصبح عملية تسريح وتعافي وإعادة إدماج الأطفال المرتبطين بالجماعات المسلحة غير التابعة للدولة أو الجماعات المسلحة إحدى الأولويات ويتم معالجتها في إطار جميع مفاوضات واتفاقات السلام ووقف إطلاق النار المبرمة مع الجماعات المسلحة، تماشياً مع المبادئ التوجيهية التشغيلية للأمم المتحدة بشأن معالجة قضايا الأطفال في اتفاقات السلام.

وكانت قد طالبت لجنة حقوق الطفل بالأمم المتحدة، فيما يخص تجنيد الأطفال بإطلاق سراح جميع الأطفال من قبضة الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة شرط مسبق لأي إدماج مقبل داخل الجيش أو الشرطة أو أي برامج تدريبية أخرى.

عدم توفير أي دعم عسكري أو مالي أو لوجستي للميليشيات المحلية المشتبه في تجنيدها للأطفال أو استخدامهم أو ارتكاب انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان، كما ينبغي إيلاء الأولوية لتنظيم أنشطة قوات الدفاع المحلية وضمان عدم تجنيدها للأطفال أو استخدامهم.

وضع أطر للتعاون والتبادل عبر الحدود من أجل إعادة الأطفال من البلدان المجاورة إلى بلدانهم الأصلية، وحثهم على التعلم واكتساب العلوم والمهارات لكي يصبحوا أجيالا تحتذى لبناء أسرهم في المقام الأول ومن ثم قيادة مجتمعاتهم وشعوبهم.

 

أماكن تجنيد الأطفال

ودأبت ميليشيا الحوثي الانقلابية على تفشي ظاهرة تجنيد الأطفال في عدد من المناطق التي كانت تقع أو ما زالت تحت سيطرتها، ومنها تعز أو لحج أو البيضاء، من خلال انتهاج ميليشيات الحوثي الانقلابية أسلوب فرض التجنيد الإجباري واختطاف الاطفال من المدارس ودار الأيتام للزج بهم في جبهات القتال.