بين «الريمي وباطرفي».. انشقاقات في صفوف تنظيم القاعدة واتهامات بالعمالة
دبت خلافات كبيرة داخل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وذلك بعد الإعلان الرسمي عن مقتل زعيم التنظيم قاسم الريمي في هجوم شنته الولايات المتحدة الأمريكية بطائرة مسيرة.
مقتل «الريمي» وزعامة «باطرفي»
يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت مطلع فبراير الجاري، مقتل زعيم التنظيم السابق، قاسم الريمي في عملية عسكرية في اليمن.
كان «الريمي» زعيما لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب عقب مقتل سلفه ناصر الوحيشي بقصف طائرة أمريكية مسيرة في اليمن في يونيو 2015، حيث كان من بين مؤسسي الجماعة في 2009 وأول قائد عسكري لها.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن مقتل «الريمي» أضعف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفي شتى أنحاء العالم، كما قربت هذه العملية من القضاء على أخطر تلك الجماعات التي تهدد الأمن القومي.
يشار إلى أنه ومنذ سنوات تنفذ طائرات أمريكية مسيرة ضربات جوية تستهدف قيادات وعناصر يعتقد انتمائها لتنظيم القاعدة في عدة محافظات يمنية من بينها محافظة أبين وحضرموت ومأرب وشبوة، لمساندة الحكومة الشرعية في مكافحة الإرهاب.
اختيار شابه العوار
وأكد تنظيم القاعدة في بيان له إنه تم تعيين خالد باطرفي «أحد أبرز قيادات التنظيم»، زعيما جديدا، خلفا لـ «الريمي»، إلا أنه ألمح إلى أن الاختيار لم يكن بالإجماع، مؤكدًا أنه تم أخذ رأي أكبر قدر ممكن من شورى الجماعة وأعيانها في اختيار القائد الجديد.
وكان «باطرفي» تمكن من الهروب من سجن المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، شرقي اليمن، إلى جانب نحو 300 آخرين، في ابريل عام 2015، عقب سيطرة عناصر التنظيم على المكلا حينها.
وكان من أبرز المرشحَين لخلافة «الريمي» هما خالد باطرفي الذي تشير معلومات إلى أنه يدير العمليات الخارجية للجماعة، وسعد بن عاطف العولقي زعيم المجموعة في محافظة شبوة اليمنية.
انشقاقات وخلافات
كما تزايدت الخلافات والانشقاقات بعد تعيين خالد باطرفي لقيادة التنظيم خلفا لقاسم الريمي، إذ يعد «باطرفي» السعودي الجنسية، والمكنى بـ«أبو المقداد الكندي»، أحد أهم المطلوبين من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، وهو ضمن قائمة الارهابيين العالميين.
وكان رجال تنظيم القاعدة طالبوا بأن يكون زعيم التنظيم شخصا يملك شهرة مثل «الريمي» أو أن يكون بمكانة سلفه «الوحيشي».
يأتي ذلك بعدما أشار محللين إلى أن إمكانيات الجماعة على الأرض تراجعت على مر السنوات، معتبرين أن التنظيم لم يعد بالقوة التي كان عليها من قبل.
اتهامات بالعمالة
وتعود سبب الخلافات إلى اتهامات تتردد داخل قيادات التنظيم في محافظة البيضاء ومناطق أخرى لـ«عمر النهدي» بالعمالة لصالح المخابرات الأمريكية، وإنه وراء استدراج «الريمي» من «قيفة» وأخراجه منها، ليلقى حتفه في قصف أمريكي.