مرحلة الحسم.. الجيش الليبي يدك أوكار الإرهاب في معركة طرابلس ويصفع تركيا والإخوان

الجنوب بوست /متابعات

تمكن الجيش الوطني الليبي في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة من فرض سيطرته على عدة أحياء في طرابلس، وذلك خلال المرحلة الأخيرة من معركة تحرير المدينة.

ويخوض الجيش الوطني الليبي معركة الحسم في طرابلس ضد ميليشيات تنظيم الإخوان الإرهابي التي تعمل بغطاء من حكومة الوفاق غير الشرعية المدعومة من تركيا وقطر.

كيف تستفيد تركيا من زرع وتسليح ميليشياتها في ليبيا

ويشكل حسم معركة طرابلس لصالح الجيش الوطني الليبي ضربة موجعة لتركيا وأطماع رجب طيب أردوغان في ليبيا، إذ يعد انتصار لإرادة الشعب الليبي في مواجهة الإرهاب والتطرف والرجعية.

مرحلة الحسم في طرابلس

وشهدت محاور العاصمة الليبية طرابلس خلال الساعات الماضية وقوع اشتباكات عنيفة، مثل صلاح الدين وعين زارة والهضية بين قوات الجيش الليبي وعناصر مسلحة، تمكن الجيش خلالها من تدمير عشرات الطائرات التركية المسيرة في معارك طرابلس والدخول إلى مناطق وأحياء رئيسية في العاصمة طرابلس وفرض سيطرته، إذ دعا المسلحين إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، بحسب تصريحات للواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي.

ومن جانبه، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي العميد خالد المحجوب إن معركة حسم طرابلس جاءت تنفيذًا لتعليمات القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بعد دراسة جيدة للموقف الدولي والإقليمي، وبعد نجاح الجيش الليبي في استنزاف الميليشثيات على مدار الأشهر الماضية وإنهيار روحهم المعنوية.

وتعيش الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا وقطر حالة من الفزع، حيث استسلم بعضهم، ويفر البعض الأخر أمام تقدم الجيش الوطني الليبي، بحسب تصريحات لـ «المحجوب».

وتشهد الساعات القادمة تطورات كبيرة وتقدم على صعيد المعركة الأخيرة للجيش الوطني الليبي لحسم سيطرته على كامل ليبيا.

الحكومة الليبية ترد على أردوغان: بقايا العثمانيين يشنون حربا على ليبيا

وبإطلاق مرحلة الحسم في عملية طرابلس، يؤكد الجيش الوطني الليبي بدعم شعبي بأن تهديدات تنظيم الإخوان الإرهابي ومعهم حكومة فائز السراج والدعم العسكري التركي إلى طرابلس، لا يستطيعون صد هجمات الجيش الليبي، صاحب العقيدة العسكرية الرصينة، والمدافع عن تراب وطنه، هكذا صرح المستشار القانوني السابق للجيش الوطني الليبي رمزي الرميح في مداخلات هاتفية مع «سكاي نيوز العربية».

استسلام وفرار

ومع اشتداد الاشتباكات وتوجيه الجيش الوطني الليبي ضربات على عدة أصعدة، استسلم نحو 11 مسلحا من ميليشيات طرابلس في محور صلاح الدين بعد أن تم منحهم الأمان، حسبما نقلت «سكاي نيوز عربية».

ونشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني الليبي تأكيدات على صفحاتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» باستسلام 11 مسلحاً تابعاً لقوات حكومة الوفاق سلّموا أنفسهم للوحدات العسكرية بالقوات المسلحة بمحور صلاح الدين.

وتمكنت الوحدات العسكرية بالقوات المُسلحة الليبية من فرض سيطرتها على مقر كلية ضباط الشرطة في منطقة صلاح الدين، وعلى امتداد الطريق الرئيسي بمنطقة الساعدية جنوب غرب طرابلس، وصولا إلى منطقة التوغار.

خبراء: الدعم التركي للميليشيات المسلحة في ليبيا أصبح علنيًا

انتهاء المفاوضات

وأكد الجيش الوطني الليبي أن وقت المحادثات الدبلوماسية والمفاوضات انتهى، ولم يعد هناك وسيلة للحسم إلا البندقية، هكذا تحدث اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي مؤكدًا استعداد القوات المسلحة للتصدي لأي عدوان تركي وردع أي معتد على الأراضي الليبية، ردًا على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة، والتي أعلن فيها استعداد بلاده لتقديم الدعم العسكري إلى حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج إذا طلب الأخير ذلك.

كما أوضح أن الاتفاق الأمني بين تركيا والوفاق يُهدد ليبيا وجيرانها، مستنكرًا ما تردد من إعلانات عن افتتاح مطار معيتيقة خلال أيام مقبلة، مشيرًا إلى أن افتتاح هذا المطار يأتي لغرض استقبال أسلحة وجنود أتراك واستعمال ذلك كقاعدة تركية على الأراضي الليبية، وهو ما لم يسمح الجيش الليبي ويرفضه وسيتصدى له.

بعد الاتفاق المعيب.. كيف خطط أردوغان وتميم لسرقة نفط ليبيا؟

كلمة حفتر لدك أوكار الإرهاب

وإجمالا للموقف، تحدث القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، خلال كلمة بثتها فضائية «ليبيا الحدث» معلنًا التقدم نحو قلب العاصمة الليبية طرابلس.

وظهر «حفتر» يرتدي بزته العسكرية، مؤكدًا «أن طرابلس أصبحت وكرا للمجرمين يستضعفون فيها الأهالي بقوة السلاح منذ صارت مؤسسات الدولة فيها أداتهم لنهب ثروات الليبين جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد، ومنذ تنصيب العملاء من الخونة الطامعين لينفذوا أوامر أسيادهم، ليضيع الوطن وهم أذلاء صاغرون».

وأضاف: «نستعيد الوطن العزيز. ليبيا أرض الجهاد والكفاح بعد أن كاد الإرهاب يفكك وحدتها، ويمزقها إربا، لولا تضحيات شهداءنا، ودفع القبائل الشريفة أبناءها إلى معركة الكرامة. لولا أن رفضنا الذل والمهانة. وقبل كل ذلك لولا إرادة الله التي شاءت أن ينتصر الحق ويزهق الباطل. اليوم نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة. وتعود طرابلس كما عهدها التاريخ منارة وعاصمة للحضارة”، مضيفا: “نطوي صفحات البؤس والظلم والقهر، ونعلن مع النصر والتحرير ميلاد عصر جديد. فتقدموا الآن أيها الأبطال كل إلى هدف معلوم، لتحطموا القيود وتنصروا المظلوم. وأوصيكم باحترام حرمات البيوت والممتلكات، وقواعد الاشتباك، ومبادئ القانون الدولي الإنساني».

1.5 ملايين دولار قيمة الدعم الحكومي الأمريكي لـ اليونيسف في ليبيا

وواصل: «ختاما وفي نداء أخير، لن يتكرر، لن يتكرر في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة، ندعو كل أبناءنا من الشباب، بمختلف دوافعهم وانتماءاتهم الذين جرفتهم دعوات المضللين وحملوا السلاح لمواجهة الجيش الوطني، ندعوهم دعوة صادقة أمام الله وأمام الليبين بأن يلزموا بيوتهم وأن يعودوا إلى رشدهم حرصا على حياتهم ورأفة بأهلهم وذويهم ليضمنوا السلامة والأمانة، وتمنح لهم فرص التأهيل والتعليم والعمل الشريف والعيش الكريم، وأن يوفروا جهدهم وطاقاتهم لبناء ليبيا الجديدة».

واختتم قوله: «الجيش منتصر لا محالة بإذن الله. بسم الله الرحمن الرحيم: وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم».