خالد الزعتر يكتب...جنود الإمارات.. جنود العروبة الشامخة
لم تكن عاصفة الحزم وإعادة الأمل مرحلة عادية، بل هي مرحلة تاريخية ومرحلة مهمة في تاريخ العمل العربي المشترك، فهي نجحت في أن تنقل العمل العربي المشترك من إطار خطاب التنديد والاستنكار إلى أن يكون فاعلاً على الأرض عبر تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، وأن يكون العمل العربي المشترك فاعلاً ومؤثراً في مجرى السياسة الدولية والمسرح الدولي؛ حيث نجح التحالف العربي في توجيه بوصلة المجتمع الدولي والتأثير عليه باتجاه استصدار قرارات داعمة للشرعية اليمنية، وداعمة باتجاه العمل على تحجيم الوجود الإيراني في اليمن، عبر استصدار قرار حظر تهريب السلاح الإيراني للمليشيات الحوثية الإرهابية.
جنود الإمارات البواسل هم جنود العروبة، الذين عاشوا بشرف وصعدوا إلى السماء بشرف، اختلطت دماؤهم بجانب الشعب اليمني وبجانب الجنود السعوديين لترسم مستقبلا زاهرا للشعب اليمني، ووضع اللبنات الرئيسية لبناء الدولة الوطنية في اليمن
لقد نجح التحالف العربي بقيادة السعودية ومشاركة رئيسية من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة في أن يعمل على إعادة هيكلة العمل العربي المشترك وكسر حالة الجمود التي عاشها العمل العربي لسنوات طويلة، ومن ثم فإن عاصفة الحزم جاءت لتشكل مرحلة مهمة في طريق تفعيل القوة العسكرية العربية المشتركة، وكذلك أثبتت عاصفة الحزم مدى قدرة التحالفات العربية العسكرية على التأثير في مجرى الأحداث، وأيضاً أثبتت مرحلة إعادة الأمل القدرة السعودية والإماراتية على التحرك باتجاه عدة محاور سياسية وعسكرية وتنموية وإنسانية.
جنود السعودية والإمارات في الميدان اليمني لم يأخذوا على عاتقهم فقط مواجهة الإرهاب الحوثي وإنقاذ الشعب من الإرهاب المدعوم إيرانياً والتصدي لمحاولات الإيرانيين لتهريب السلاح إلى الداخل اليمني، بل أخذوا أيضا على عاتقهم بناء مستقبل اليمن، وتهيئة الشعب اليمني إلى مستقبل مزدهر اقتصادياً وتنموياً، من خلال العمل على الدفع باتجاه تحقيق وتنفيذ البرامج التنموية التي تولي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الحرص الشديد على تحقيقها، واستكمال بنائها، والاستثمار في تنمية الإنسان من صحة وتعليم وتدريب، من أجل الارتقاء بالمواطن اليمني لمستوى معيشي أفضل.
وأيضا العمل على تنفيذ البرامج الإنسانية التي تحتل مكانة مهمة في مرحلة إعادة الأمل، من أجل التخفيف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني جراء الإرهاب الحوثي، الذي جاء على الأخضر واليابس، وكان يراهن الحوثيون على استمرارية وتفاقم الأزمة الإنسانية؛ لأن هذا يخدم طموحاتهم في محاولات تأليب الرأي العام الدولي، وأيضا يمكن الحوثيين من سهولة التجنيد للتعويض على النقص الحاصل في صفوفه، ولكن القدرة السعودية والإماراتية نجحت في قطع الطريق أمام الحوثيين وسعت للتركيز على التخفيف من معاناة الشعب اليمني وعدم الاكتفاء بالمواد الغذائية والطبية والاحتياجات الأساسية، وإنما تخطت ذلك عبر برامج إعادة التأهيل لتمكين الشعب اليمني عبر العمل على إعادة التأهيل وكسر الضرر النفسي من أجل تخطي هذه الأزمة.
ونحن نتحدث عن ملف اليمن نواكب موضوع "عودة جنود الإمارات البواسل من اليمن" "جنود العروبة" الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل المواطن اليمني العربي؛ حيث يعتبر جنود الإمارات البواسل عنصراً فاعلاً ومؤثراً على الأرض منذ الساعات الأولى لانطلاق عمليات استعادة ودعم الشرعية اليمنية؛ حيث كانت دولة الإمارات سباقة في إنزال جنودها بالعاصمة المؤقتة عدن للمساهمة في تحريرها والمحافظات المجاورة لها أبين ولحج ومناطق الساحل الغربي ومأرب.
مثلما أن الشمس لا تغطى بغربال، أيضا الحقيقة لا يمكن تغطيتها مهما حاول الحاقدون والكارهون العمل على تزييفها، لقد قدمت الإمارات بجانب السعودية الغالي والنفيس من أجل اليمن والمواطن اليمني، لم تكن الطموحات التوسعية أو الثروة اليمنية كما يحاول البعض أن يشيع ذلك ويسوق له من أجل تشويه دور الإمارات هو المحرك الرئيسي خلف العزيمة والإصرار والإرادة الإماراتية على أن تكون حاضرة في الأرض اليمنية، بل كانت العقيدة العربية وروابط الأخوة ووشائج القربى هي العقيدة التي تحرك الجندي الإماراتي لأن يضحي بنفسه من أجل المواطن والمستقبل اليمني، وأيضا كانت العروبة ومدرسة العروبة التي أرسى قواعدها الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله هي المحرك الرئيسي لدور الإمارات التي تحركت باتجاه اليمن من منطلق العروبة والأخوة والدم والمسؤولية والضمير العربي الذي يفرض على الإمارات أن تكون حاضرة في الحفاظ على الدولة اليمنية ومستقبل الدولة اليمنية من أن تختطفها مليشيات إرهابية تسعى للعبث بعروبة اليمن.
جنود الإمارات البواسل هم جنود العروبة، الذي عاشوا بشرف وصعدوا إلى السماء بشرف، اختلطت دماؤهم بجانب الشعب اليمني وبجانب الجنود السعوديين لترسم مستقبل زاهر للشعب اليمني، ووضع اللبنات الرئيسية لبناء الدولة الوطنية في اليمن التي يعيش فيها الجميع تحت راية القانون والعدالة، وليس تحت رايات وخزعبلات وشعارات لا تخدم إلا الدول الحاقدة والكرهة لكل ما هو عربي، والطامحة نحو التمدد والتوسع والعبث بعروبة اليمن ومستقبل الشعب اليمني.