محمد الجنيدي يكتب.. حكومة المناصفة بين تثبيت واحدية التمثيل جنوباً وصراع إستحقاقات الشراكة شمالاً
في الوقت الذي توحي فيه المؤشرات الى استمرار التعقيدات للاوضاع في المحافظات الجنوبية في ظل الجمود الذي تشهده المباحثات في الرياض وعودة التصعيد داخليا ، فالحكومة التي لازالت تتعنت رافضت التعاطي ايجابا مع جهود المملكة تحاول بشتى الوسائل الالتفاف على مضامين الاتفاق من خلال اقتراحها إشراك مكونات كروتنية مفرخة ترتبط بأجندات مشبوهة مخالفة للإرادة الجمعية لشعب الجنوب ومناهضة للمشروع العربي لمشاركة الانتقالي في تشكيل ال 50% من قوام الحكومة الجديدة المناصفة بين الشمال والجنوب لم تلقى ترحيباً من الانتقالي الذي أكد على تمسكه بحق تمثيل الجنوب والتزامه بالسير على الثوابت الوطنية والمضي لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي .
لا يدعي الانتقالي انه القوة السياسية الوحيدة في الجنوب ويقر ان هناك مكومات وقوى سياسية متعددة في الجنوب وان تفاوتت في حضورها و وزنها وتأثيرها عند الشارع الجنوب، ولكنه في الوقت ذاته يرى نفسه انه القوة الأكبر تأييدا شعبيا والأوسع التفافا جماهيريا والأجدر سياسيا والأقدر على انتزاع وتحقيق اهداف شعب الجنوب ، وبالتالي يدرك انه امام مسئولية تاريخية تستوجب عليه التمسك بحق التمثيل المطلق للجنوب وأهمية واحدية القيادة لتحقيق النجاح وان اي تفريط بهذا الحق سيؤدي الى ضعفه وتقويض مهمته حيث ان تعدد الاصوات وتباين القناعات تفتيت للقضية الجنوبية .
تمسك المجلس الانتقالي بحق التمثيل المطلق للجنوب في هذه المرحلة ورفضه مقترحات توزيع الحقائق الوزارية في حكومة المناصفة للمحاصصة يعززه حديث المفكر والسياسي الكبير محمد حيدره مسدوس الذي قال في مقالته التي حملت عنوان التنوير رقم " 70 " : ليس شرطا اًن يكون المعارضون للمجلس الانتقالي مع الانتقالي، وانما عليهم ان يكونوا مع قضية وطنهم ولايكونوا ضدها مهما كانت خلافاتهم مع الانتقالي، لاًنها قضية وطن وهويه وليست قضية سلطه ومعارضه اًو قضية مناصب كما ان المجلس الانتقالي يستمد قوته من القضيه رغم ما نسمع عنه من سلبيات في السلوك وعدم الثقه بغيره ..
حديث المفكر مسدوس وان كان يعزز من رؤية الانتقالي بحق تمثيل الجنوب من وجهة نظر البعض غير ان هذا الحق من وجهة نظر البعض الاخر ان كان له ما يبرره من ناحية المصلحه العليا للقضية الجنوبية الا انهم يروا ان المجلس مطالب بالإنفتاح على جميع القوى السياسية من ناحية تأمين شراكة تستوعب جميع القوى السياسية او على اقل تقدير القوى الفاعلة في الساحة الجنوبية على اعتبار ان تخويله بحق التمثيل لا يعطيه الحق في الإستئثار بحق الإدارة وبناء الدولة والأستفراد بالسلطة لوحده حيث انه ملزماً بالانفتاح والتنسيق مع جميع القوى اذا اراد ان يستقيم له الحال في الجنوب ولا يجد مناهضة تعيق وتعكر صفو مهمته ..
من ناحية اخرى يرى البعض ان نظرة المجلس الانتقالي لمسألة شغل المواقع الوزارية في حصة الجنوب من الحكومة بالنسبه له ليست محل مساومة وغير قابلة للمحاصصة وان المرحلة الحالية تستوجب تفاهمات داخلية حول سبُل استيعاب أكبر قدر من الكفاءات المشهود بنزاهتها وبمواقفها الثابتة من قضية شعب الجنوب وموقفها الثابت تجاة المشروع العربي في مواجهة التدخلات الخارجية مع اهمية مراعاة ان تكون تلك الكفاءات محل رضا وقبول القوى السياسية الجنوبية وبما يضمن تحقيق مشاركة جميع المناطق والمحافظات الجنوبية.
رؤية المجلس الانتقالي حول التشكيل الوزاري يرى البعض ان فيها مرونة على اعتبار انه إذ تمسك بحق التمثيل للجنوب فهو ابتدى استعداده لبناء تفاهمات مع القوى السياسية الجنوبية تضمن افساح المجال لاختيار كفاءات لا تمثل طيف او كيان معين بقدر ما تشكل رضا للجميع دون الوقوع في فخ ومكيدة المحاصصة..
الكاتب والسياسي الجنوبي الشيخ عبدالسلام عاطف جابر قدم مقترحاً في هذا الجانب قال فيه : اقتراح لكل الكيانات والساسة والقيادات ومشايخ القبائل الجنوبية اقترح عليكم ترك كل الحقائب الوزارية ال12 ومناصب المحافظين في حكومة اتفاق الرياض
للمجلس الانتقالي الجنوبي
وشاركوا في حصة الجنوب في الوظائف التي تحت الحقائب الوزارية والمحافظين ، لقد اجتهد الانتقالي حتى حققها فحرام مقاسمته بماتعب الانتقالي من أجل تحقيقه وهذا سيسجل لكم من أجل الوطن.
معضلة التشكيلة الوزارية لحصة الجنوب دفعت بالمشاورات لحالة من الجمود لكنها حركت المياة الراكدة في الداخل حيث ان مناورات الشرعية لإخضاع التشكيلة الوزارية للمحاصصة جنوباً دفعت بالمجلس الانتقالي للتصعيد داخليا من خلال المضي في تثبيت اركان الإدارة الذاتية والتفكير بتطويرها في المرحلة القادمة الى ما هو ابعد من ذلك لتأخذ شكل الحكم الذاتي ، تزامننا مع التحرك الشعبي الداعم له في التظاهرات الكبيرة التي أقيمت