أحمد بو صالح يكتب.. إلى محرري بالحاف الجدد.. “أعقلوا”

عندما سقطت ألوية الجيش اليمني المكلفة بحماية منشأة بالحاف الغازية ومحيطها في منتصف ابريل من العام 2015 على أيدي أبناء المديريات الجنوبية بمحافظة شبوة ، حينها توافدت إلى مناطق ساحل شبوة عشرات الشاصات المحملة بمئات الغرباء على المنطقة واهلها ، بل عصابات مدججة بكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بهدف النهب والسرقة ، ماكثة عدة أيام على درجة عالية من الاستعداد للانقضاض على المنشأة ونهبها وتحويلها خلالها ساعات إلى ” خرابة” ، في ذلك الوقت الذي هرب فيه كبار مسؤولي شركة الغاز اليمني المسال ومسوؤلي الشركات العاملة في المنشأة وكتيبة الحرس الجمهوري التي كانت متواجدة داخل المنشأة ، تاركين خلفهم مصير المنشأة ومافيها تحت رحمة تلك العصابات المتوحشة الواقفة على بعد أمتار من البوابة الرئيسية ، في هكذا وقت عصيب لم نر شيخ أو مسؤول كبير واحد جاء إلى المنطقة ولو للاطمئنان على مصيرها أو لمعرفة ما يجري حولها على الأقل ، فالشي الوحيد الذي رأيناه بأم أعيننا هو أن مشايخ وشخصيات وشباب مديرية رضوم وهم يتداعون طواعية وبدون دعوة أو طلب من أحد لتشيكل قوة مجتمعية شعبية لحماية منشأة بالحاف الغازية.

 

مئات الشباب من أبناء رضوم صنعوا من أجسادهم الخالية من كل شي اللهم أسلحتهم الشخصية وذخيرتهم القليلة حائط صد ضد الوحوش المنتظرة ساعة الصفر لتنفيذ جريمتهم وسور عالي للدفاع عن بالحاف ومكونات المنشأة وممتلكات الشركات العاملة بداخلها.

 

قوة شعبية مكونة من مئات الشباب يقودهم الاخ خالد علي العظمي وعدد من شخصيات المنطقة مكثوا أكثر من سنتين كاملتين يعملون في حماية بالحاف دون رواتب أو امتيازات اللهم من حوافز مالية بسيطة وفرتها شركة الغاز لهم في الفترة الأخيرة من تواجدهم هناك.

 

بقي هؤلاء الشباب جنوداً مجندة دفاعاً عن المنشأة على الرغم من أن استفادة ابنا رضوم من المشروع برمته لا تذكر ، بقي الجميع مرابطا في ملحمة صمود أسطوري أشاد بها الجميع حتى جات قوات التحالف العربي التي بدورها استقطبت الكثير منهم في قوام قوات النخبة الشبوانية التي تحملت ممثلة في اللواء الاول نخبة شبوانية مسوؤلية حماية بالحاف وما تزال حتى اللحظة.

واليوم وبعد فشل عملية إسقاط بالحاف عسكرياً عبر تنفيذ خطة انتشار عسكري شرع في تنفيذها منذ سبتمبر 2020 الماضي ، بدأت قوى الشر تنفيذ الخطة ب في صورة مطلب شعبي سلمي بهدف الضغط على التحالف العربي وإجباره على المغادرة وتسليم المنشأة الاقتصادية الكبرى لهم.

فالدعوة الموجهة من قبل مجموعة من القيادات الحزبية التي نصبت نفسها قيادة للاعتصام المزعوم أمام منشأة بالحاف قوبلت بالرفض القاطع من أبناء المنطقة “مديرية رضوم كافة الذين تدارسوا الأمر عدة مرات وخرجوا بقرار جماعي واحد عبروا عنه في بيان رفض شديد الوضوح ، محذرين عبره تلك القيادات القادمة من محافظات أخرى من الإقدام على هكذا خطوة ، تستهدف أبنائهم المكلفين بحماية منشأة بالحاف.

 

فيا أيها “الخبثاء” المتدثرون برداء الوطنية الزائفة والحرص الكاذب على السيادة ، نقول لكم إن من يحمي بالحاف اليوم هو من تطوع قبل سنوات للدفاع عنها وحمايتها ومايزال وسيظل يحميها حتى تسليم الأمانة لأهلها ، ومن تصدى للسرق والناهبين بالأمس القريب هو ومن خلفه كل أبناء رضوم سيتصدى لكم اليوم وهو من سيمنعكم إن حاولتم التجمع أو الاقتراب من المنشأة أو التطاول على محتوياتها.

 

واذا كان هدف اعتصامكم المزعوم اخراج القوات الإماراتية من بالحاف فالضباط الإماراتيين يمرون أمامكم وبشكل يكاد يومي وبحماية القوات الخاصة بكم بأمكانكم اعتراضهم وفعل ما شئتم بهم.

 

خلاصة القول أعقلوا يا هولا وثقوا أن المجتمع في ساحل شبوة لن يستقبلكم بالورود ولن يدعكم تنفذوا مخططكم “الخبيث” ابداً.

مقالات الكاتب