الإخوان في ليبيا...دعم تركي و نفور شعبي

الجنوب بوست/متابعات

مازال الحديث عن التدخل التركي في ليبيا يلقى بظلاله على المشهد في داخل البلد الذي يعيش على وقع الانقسامات والصراعات منذ العام 2011،وذلك في ظل اصرار جماعة الاخوان على الدفع نحو تسليم ليبيا الى النظام التركي بالرغم من الرفض الكبير الذي تلقاه هذه المحاولات داخليا وخارجيا نظرا لما تكتسيه من خطورة على الوضع في البلاد والمنطقة ككل.

وتستخدام تركيا بشكل علني لجماعات إرهابية في الصراع الليبي -في وقتٍ تشن فيه الولايات المتحدة عملياتٍ لمكافحة الإرهاب في ليبيا ضد متطرفي تنظيمي داعش والقاعدة- يكشف أن خيارات أنقرة في ليبيا تتضاءل، وأن حلفاءها في جماعة الإخوان المسلمين يواجهون تهديدات وجودية.

في ذات الصدد،لا يهدف تدخل أنقرة في النزاع الليبي إلى الحيلولة دون خسارة ميليشيات طرابلس لمعركتها ضد الجيش الوطني الليبي فحسب، بل إلى استعادة توازن القوى بين الفصائل المتطرفة وغير المتطرفة أيضًا، عن طريق إرسال المقاتلين السوريين الموالين للإخوان المسلمين، وداعش، وتنظيم القاعدة، إلى ليبيا.

جماعة الإخوان المسلمين وحلفاءها المتطرفين يفقدون أيضًا نفوذهم لصالح تنامي نفوذ ميليشيات مصراتة.

من ذلك،تزايد الاستياء الشعبي في مدينة مصراتة الليبية من تنظيم الإخوان المسلمين. وتراجعت درجة التأييد لسياسة الجماعة داخل تلك المدينة الليبية التي يسيطر عليها منذ عام2011.

وتفاعلًا مع هذه المستجدات، قال المحلل السياسي أبو يعرب البركي، ابن مدينة مصراتة، إن الجماعات الإرهابية من تنظيم الإخوان والقاعدة، تمكنت من "اختطاف" المدينة منذ عام 2011 واستطاعت تشكيل شبكات معقدة تعتمد على تسليح الميليشيات والمال السياسي الفاسد وتغذية الانتماء العرقي، حيث تم استبعاد الأغلبية العربية وبسط المتشددون نفوذهم على الرغم من رفض الأهالي لتلك التنظيمات.

وأضاف البركي للعربية.نت أن تنظيم الإخوان فقد وزنه الشعبي في مصراتة بعد أن أدرك السكان أن هذه التنظيمات لا تسعى إلا وراء مصالحها ولا تحاول إلا السيطرة على الحكم وتنفيذ مشروعها التخريبي في بلادهم، مشيرا إلى أنه لم يبق لها إلا التضليل الإعلامي فقط، كما لم يعد لها أيّ ثقل سياسي فاعل، بعد أن حصلت عليه من خلال تزوير الانتخابات، والسيطرة على مفاصل الاقتصاد وسياسة الترغيب والترهيب، وتقاسم الدور مع تنظيم القاعدة وأصحاب المال السياسي الفاسد.

في سياق متصل، دعا رئيس مجلس الدولة خالد المشري إلى ضرورة استبعاد الجيش الليبي من أي حوار قادم.

وقال المشري في كلمته خلال أعمال القمة 8 للجنة العليا رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا، إن مجلس الدولة تعاطى بإيجابية مع كل "المبادرات والحلول السياسية ومخرجات مؤتمر برلين بانتخاب المجلس 13 عضوا يمثلون سائر دوائر ليبيا للمشاركة في المسار السياسي المتوقع عقده في جنيف منتصف شهر فبراير القادم.

وأكد المشري على "التمسك بالاتفاق السياسي كإطار وحيد للعملية السياسية" وكذلك "التمسك بمدنية الدولة والتأكيد على أن أي حوار قادم لا يجب أن يكون فيه للمعتدي أي دور" في إشارة للجيش.