الجعدي يكتب.. أمين صالح المناضل الصلب

الجنوب بوست /خاص

كتب_ نائب الأمين العام لهيئة رئاسة الانتقالي أ فضل الجعدي

 

الفقيد امين صالح عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي من المناضلين الذين كان لهم شرف السبق في مواجهة نظام عصابات حرب 94 الظالمة ورفض النتائج التي ترتبت عليها ، ومنذ ما بعد الحرب انخرط الفقيد في نضال سياسي مستمر ، وواجه مع رفاقه كل اساليب القمع والمطاردات والاعتقالات بجلد وصبر ، ولم يرهبهم ذلك عن مواصلة طريق النضال الرافض للاستبداد والظلم والاقصاء والتهميش الذي تعرض له ابناء الجنوب وكوادر الاشتراكي ، بالاغتيالات والاقصاء من الوظيفة العامة واحالة الاف العسكريين والامنيين الى التقاعد القسري دون اي حقوق ، والتنكر للشراكة وتحويل الجنوب الى غنيمة تم تقاسمها بين امراء الحرب .

 

كان الفقيد عضوا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي واحد الكوادر الذين رمتهم الحرب في قارعة الطريق ، وكان من اصحاب تيار اصلاح مسار الوحدة الذي برز داخل الاشتراكي الى جانب الاستاذ محمد مسدوس والمناضل حسن باعوم ، بغية اجراء اصلاحات جذرية في مسار الوحدة التي تحولت الى وحدة قوة وضم والحاق ، وكان الفقيد صاحب رؤى وافكار ومبادرات ظل يطرحها في كل مناسبة ويسعى لتحقيقها رغم الاوضاع التي سادت والتي كانت تعتبر هذه الاطروحات خطر يجب محاربته ، ولذلك تعرض الفقيد للاعتقال اكثر من مرة ، لكنه كان يخرج اكثر قوة وصلابة .

 

شكل الفقيد اللجان الشعبية التي نفذت كثير من الفعاليات والاحتجاجات السلمية وكانت بداية ثورة حقيقية ضد النظام وادواته العسكرية والقبلية والدينية ، ولقد شعر النظام بخطر تلك اللجان التي حركت المياه الراكدة باعتبارها حركة شعبية التفت حولها الجماهير وخرجت ضد ممارسات الضيم والاقصاء والفيد ، في اغلب المحافظات الجنوبية ، فتم اعتقال قيادة اللجان الشعبية والزج بهم في السجون ، وطالت الاعتقالات الكثير من القيادات والناشطين ، وامام القمع والمطاردات والتهديدات والاعتقالات اوقفت اللجان الشعبية نشاطها ومسيراتها وفعالياتها حفاظا على الناس من سطوة الاجهزة الامنية والعسكرية للنظام البائد .

 

لقد كان المناضل امين صالح من نوع الرجال الذين لا يصيبهم الوهن او يتراجعون عن ما امنوا به ، ولقد ظل في عطاء فكري مستمر في كل منعطفات الثورة الجنوبية ، وكان احد ابرز قيادات الحراك السلمي الجنوبي الذين تصدروا فعالياته ومسيراته النضالية ، وقدموا كلما استطاعوا تقديمة لانتصار القضية الجنوبية العادلة ، وان رحيله يعد خسارة كبيرة للثورة الجنوبية التي كان احد رموزها وفي طليعة احداثها .

 

رحم الله المناضل امين صالح واسكنه فسيح جناته ، وانا لله وانا اليه راجعون .