ترمب يهدد بإنهاء عقود ماسك الحكومية مع تصاعد الخلاف بين حلفاء الأمس
الجنوب بوست/ متابعات
اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنهاء العقود والإعانات الحكومية الممنوحة لإيلون ماسك، ما يصعّد الخلاف بين الحليفين السابقين.
وكتب ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس: "أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات ومليارات الدولارات، هي إنهاء إعانات وعقود إيلون الحكومية. لطالما تفاجأت من أن بايدن لم يفعل ذلك!".
وتهدد تصريحات ترمب مصدر ثروة رئيسي للملياردير. إذ استفادت شركتا "تسلا" و"سبيس إكس"، المملوكتان لماسك، من العقود والإعانات الفدرالية. وقد تبادل ماسك وترمب الشتائم يوم الخميس، بعدما هاجم أغنى رجل في العالم مشروع قانون الضرائب الجمهوري، والذي يُعد جوهر أجندة ترمب.
وأضاف ترمب في منشور آخر: "كان إيلون ‘يثقل الكاهل’، وطلبت منه المغادرة. ألغيت التفويض المتعلق بالمركبات الكهربائية الذي كان يُجبر الجميع على شراء سيارات كهربائية لا يريدها أحد (وقد كان يعلم بأنن سأفعل ذلك منذ أشهر!)، وعندها فقط فقد صوابه!".
وكان ترمب قد قال للصحافيين في وقت سابق إنه "يشعر بخيبة أمل" من انتقادات ماسك، قائلاً إن السبب وراء معارضة ماسك للمشروع يعود إلى خفض الإعفاءات الضريبية على المركبات الكهربائية.
وفي مشهد لافت، ردّ ماسك على الفور عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء حديث الرئيس.
وكتب ماسك: "يا له من نكران للجميل"، مشيراً إلى دعمه المالي للجمهوريين خلال انتخابات 2024. وأضاف: "لولاي، لكان ترمب خسر الانتخابات، ولأصبح الديمقراطيون يسيطرون على مجلس النواب، ولكانت الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ 51-49 فقط".
وقد تراجعت أسهم "تسلا" بما يصل إلى 6% لتسجل أدنى مستوى خلال الجلسة، مع تصاعد التراشق بين ماسك وترمب.
وقال ترمب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس: "أنا محبط جداً من إيلون. لقد ساعدته كثيراً". وأضاف: "كان يقول عني أشياء جميلة جداً، ولم يقل شيئاً سيئاً عني شخصياً، لكني متأكد أن ذلك قادم".
من جهته، نفى ماسك هذا الدافع، وقال في منشور على منصة "إكس" إنه لا يمانع خفض إعفاءات المركبات الكهربائية إذا "تخلص المشرّعون من كومة القاذورات المقززة في مشروع القانون".
ماسك يواصل انتقاد قانون ترمب الضريبي
يمثل التراشق الكلامي الأخير علامة جديدة على تصدع العلاقة بين الحليفين السابقين، بعد خروج ماسك من صفوف مستشاري ترمب.
ومنذ مغادرته الحكومة، انتقد ماسك الحزمة الضريبية التي يصفها ترمب بـ"مشروعه الجميل الكبير"، قائلاً إنها ستزيد العجز في ميزانية الولايات المتحدة.
ويقضي مشروع القانون بإلغاء ائتمان ضريبي تصل قيمته إلى 7500 دولار لمشتري بعض طرازات "تسلا" ومركبات كهربائية أخرى بحلول نهاية 2025، أي قبل الموعد المقرر بسبع سنوات. وتقدّر "جيه بي مورغان" أن ذلك سيؤدي إلى تقليص أرباح "تسلا" السنوية بما يقرب من 1.2 مليار دولار.
وقال ترمب: "أنا محبط جداً لأن إيلون يعرف تفاصيل هذا المشروع أفضل من أي شخص تقريباً هنا. وفجأة أصبح لديه مشكلة، ولم تتشكل لديه هذه المشكلة إلا عندما اكتشف أننا سنلغي تفويض المركبات الكهربائية".
لكن ماسك رد قائلاً إنه لم يكن على علم بالتفاصيل، وكتب: "لم يُعرض عليّ هذا المشروع ولو لمرة واحدة، وقد تم تمريره في منتصف الليل، وبسرعة لم تسمح حتى لأعضاء الكونغرس بقراءته!".
وفي سياق متصل، ذكر ترمب أن اختياره الأول لرئاسة وكالة "ناسا"، جاريد آيزاكمان، كان موضع خلاف، جزئياً بسبب دعمه السابق للديمقراطيين. وكان آيزاكمان من المقربين لماسك. وقال ترمب: "لم أعتقد أن ذلك سيكون مناسباً. لقد أراد ذلك الشخص، شخصاً معيناً، وقلنا لا".
انعطافة سريعة في علاقة الرجلين
يأتي هذا التصعيد بعد قطيعة سريعة بين ترمب وماسك، الذي كان يشغل منصب موظف حكومي خاص للإشراف على جهود خفض التكاليف قبل استقالته.
ولم تمضِ سوى أيام، وتحديداً يوم الجمعة الماضي، على تنظيم ترمب فعالية داخل المكتب البيضاوي لتكريم ماسك على فترة خدمته، وشكره علناً.
وتحدث ترمب عن تلك المناسبة خلال اجتماعه يوم الخميس مع ميرتس، قائلاً إن ماسك كان حينها مصاباً بكدمة في وجهه.
وقال ترمب: "سألته: هل تريد قليلاً من مستحضرات التجميل؟ يمكننا إحضار بعض منها. لكنه أجاب ‘لا، لا أعتقد ذلك’، وكان ذلك مثيراً للاهتمام ولطيفاً. إنه يريد أن يكون كما هو".