شبوة: التضحية من أجل القضية الوطنية والمشروع العربي

شبوة: التضحية من أجل القضية الوطنية والمشروع العربي

 

كتب:

العميد/ علي أحمد حسين الجبواني

رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي - شبوة

 

لا شك ان الفعالية الأخيرة التي شهدتها مديرية نصاب يوم السبت الماضي، والتي تداعى لها أبناء شبوة جميعاً، قد حملت رسالة وطنية مفادها أن شبوة التي ضحّت بالكثير من أجل الجنوب حاضرة لتسجيل موقفها الكبير في كل المنعطفات، لتؤكد مجدداً أن خيارها الجنوب، وان إرادة ابنائها ثابته نحو مبادئ القضية، ودعم القيادة السياسية للمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

ولقد كان لزاماً علينا أن نجدد التأكيد على ان جماعة الإخوان المسلمين والأذرعة الميليشياوية لها تشكل تهديداً حقيقياً وخطراً لا يقل عن الخطر الذي يمثله حضور ذراع إيران ومشروعها في المنطقة، وقد باتت هذه الجماعة تمارس استهداف حضور المشروع العربي من خلال محاولة حرف مساره على الأرض وتقديم صورة نمطية معكوسة للناس من خلال استهدافهم المباشر وقمعهم بإستخدام القوة العسكرية، وإرسال رسالة ان هذه الأسلحة وهذه الإمكانيات التي سلمها التحالف للدولة ستستخدم لهذا الغرض البعيد عن ما يريده التحالف العربي في حقيقية الأمر.

 

يعتقد هؤلاء ان التحالف لا يدرك أن ترك الجبهات العسكرية والانسحابات المتكررة من مواجهة الحوثي والالتفات لقمع الناس في الفعاليات السليمة وممارسة الإرهاب من خلال الخطف غير المبرر والمشروع، يعتقدوا أنه غير مُراقب وغير مُشاهد من قبل التحالف، بل تجاوزوا ذلك الى الحديث مع الناس مباشرة اننا قادرون على عمل ما نريد دون حسيب أو رقيب.

 

وعلاوة على استمرار محاولاتهم في ضرب النسيج الاجتماعي، يحاول هؤلاء استهداف علاقتنا المتينة والاستراتيجية مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حتى في خطابنا الأخير الذي وضّحنا للناس فيه أن استخدام هؤلاء لأسلحة التحالف ضد المدنيين لا يعني ان التحالف راضٍ عن هذه الممارسات، وبدلاً عن ذلك حاولت مكنتهم الإعلامية تصوير الأمر على إن حديثنا استهداف للتحالف من خلال تقديم تفسيرات لا يمكن ان تنطلي على أحد، في صورة من صور الممارسات السيئة التي لا غنى لهم عنها.

 

ان اتفاق الرياض الذي رعته المملكة يجب أن يحترم، وأن يستكمل تنفيذ بنوده، لأن هذه الاتفاق أنصف شبوة، وأكد أنها محافظة لكل أبنائها وبكل ابنائها، دون اقصاء او استهداف، وتنفيذ هذا الاتفاق يجب أن يكون أولوية قصوى، والتهرب من تنفيذه لن يكون مجدياً، مثلما أن محاولة فرض واقع لا يعكس حقيقة واقع شبوة وتوجهات وتطلعات ابنائها غير مجدي أيضا، وفي التاريخ عبرة.

 

واليوم، نعيد التأكيد على المسائل التالية:-

 

- إن أبناء شبوة قد أرسلوا رسالتهم للعالم أجمع إن محافظتهم تتعرض لإرهاب حقيقي، وقمع عسكري خطير يهدد أرواح الناس، وسلب للحريات والحقوق، وثقتنا بأن عدالة قضيتنا الوطنية وإرادتنا الصلبة ستكون أقوى من كل هذه الممارسات، وإننا ماضون ومستمرون تجاه هدفنا وجاهزون لتقديم التضحيات في سبيل حريتنا وصون كرامتنا واستعادة محافظتنا الى أهلها وعمقها الجنوبي.

 

- إن علاقتنا بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، علاقة استراتيجية مخضبة بدماء الرجال في ميادين العزة والكرامة، وإن ثقتنا بقيادة المملكة ورجالها كبيرة، وكلنا ثقة بأن المملكة، ومثلما أغاثت الناس وحاربت معهم للدفاع عنهم ضد ميليشيات الحوثي، ستدفع إلى حماية الناس مرة أخرى ولن تسمح باستمرار ما يجري، وسيكون تنفيذ اتفاق الرياض هو السبيل إلى إيجاد أرضية حقيقية للشراكة والسلام والوئام، ويجب أن يفهم الجميع إن هذه العلاقة التي نعتز بها باقية ودائمة بقاء الجغرافيا والحقائق التاريخية والحاضرة.

 

- تأكيدنا على ضرورة اتفاق الرياض، ورفضنا لعودة الإرهاب الذي جاء كنتيجة لتعنت سلطة الأمر الواقع ورفضها تنفيذ الاتفاق في المحافظة، ودعوتنا للتحالف والمجتمع الدولي الى مراقبة الوضع عن كثب وفهم ما يجري بشكل صحيح ودقيق، واستيعاب مخاطر هذه المرحلة وتداعياتها.

 

ورسالتي لأبناء شبوة، أن يثقوا بما تثق به قيادتهم السياسية، أولاً: في عدالة القضية، وقوة إرادة الشعب وصلابته، وحكمة قيادته السياسية العليا، وحقيقة اننا ماضون دون تراجع في تغيير هذا الواقع المؤلم، وثانياً: في قيادة التحالف العربي ونهجها الصحيح تجاه حماية الجنوب والمنطقة من ميليشيات الحوثي ومخططات جماعة الإخوان المسلمين، والجماعات الإرهابية والمتطرفة المرتبطة بهما.

 

شبوة

الأثنين، 28 يونيو 2021م