كيف يضغط أردوغان على أوروبا بورقة اللاجئين؟

بالتزامن مع الضغوط التركية على أوروبا، بعد أن طالبت الأولى بضرورة الحصول على دعم مالي من أوروبا، فضلًا عن حصول تركيا على مباركة من أوروبا على تحركاته العسكرية في سوريا وبالتحديد في إدلب، فضلًا عن الرفض الأوروبي، بدأ الرئيس التركي في فتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين للولوج إلى أوروبا، عن طريق فتح الحدود البحرية والبرية، ما تسبب في أزمة حدودية بين تركيا واليونان.

وبالفعل نفذ أردوغان تهديده وأصبح يهدد كافة دول أوروبا بمزيد من اللاجئين الفارين من الحدود التركية إلى اليونان وبلغاريا عبر البر والبحر، في الوقت الذي بدأت فيه اليونان في التعامل مع تلك الأزمة بأن قامت الشرطة اليونانية بمنع المهاجرين من الدخول إلى الأراضي اليونانية، إلا أن بعض المهاجرين وصلوا إلى جزيرة ساموس اليونانية، وعدد من الأماكن الأخرى.

وجاء هذا التصرف التركي بعد أن فقدت تركيا ما يزيد عن 33 جنديًا من جنودها في سوريا، في الوقت الذي طالبت فيه تركيا أوربا بدعم عسكري ومالي للعمليات العسكرية التركية في سوريا.

ويرى مراقبون أنه رغم أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أشارا إلى أن أنقرة لم تعلن رسميًا عن تغيير موقفها بالنسبة للحدود، إلا أن البعض أكد وجود مخاوف دولية من نقض تركيا لاتفاقية اللاجئين التي وقعتها مع الاتحاد الأوروبي في 2016، حيث يأتي ذلك في ظل التهديدات التركية المستمرة بفتح الحدود.

وكان رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أكد إن أعداداً كبيرة من المهاجرين تجمعوا على الحدود، ولكن لن يكون الدخول غير الشرعي إلى اليونان مسموحاً، مؤكدًا أنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود البرية والبحرية.

وأكد أن تصريحات المسؤولين الأتراك، وبالتحديد ما جاء على لسان رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، تؤكد أن تركيا نقضت اتفاقية اللاجئين، حيث أصبح المهاجرين الآن مشكلة أوروبا والعالم، مشيرًا السياسات التركية أظهرت ارتباك بشأن الاتحاد الأوروبي، حيث أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي إن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو أكد له أن تركيا ستبقى ملتزمة في الحد من تدفق المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن ينعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق على خلفية الأحداث في سوريا، إلا أنه من المرجح أن يتخذ مجلس الأمن قرارًا ضد تركيا بعد فتح الحدود بينها وبين دول أوروبا، ما سمح بتدفق اللاجئين إلى اليونان وبلغاريا.