سكرتير المحافظ يكتب ... عن محافظ عدن والبرنامج السعودي وأزمة الكهرباء
في بادئ الأمر ينبغي التوضيح الى أن الأستاذ أحمد حامد لملس، لم يقبل العودة إلى العاصمة عدن بعد تعيينه محافظاً دونما الحصول على التزامات وتعهدات من الجانب الحكومي بتمويل واعتماد مشاريع تنموية في القطاعات الخدمية والحيوية وبدعم آخر من الأشقاء في المملكة لتحريك المشاريع المتعثرة للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وتعجيل تنفيذها واعتماد حزمة مشاريع إضافية تعالج جزء من حجم الدمار والخراب الكبير في البُنى التحتية للعاصمة عدن.
باشر المحافظ لملس عمله، وبدأ أيامه الأولى بالشروع في استعادة العمل الإداري للسلطة المحلية من خلال استئناف اجتماعات المكتب التنفيذي واللجنة الأمنية ومتابعة نشاط المكاتب التنفيذية في العاصمة ومديرياتها، وتنفيذ نزولات ميدانية تفقدية لمكتب الأشغال والطرقات ولديوان جامعة عدن ومطار عدن وصندوق النظافة ومؤسسة المياه، واطلع عن كثب عن سير العمل فيها ووجه بمعالجة أبرز المشكلات التي تعوق عملها، وفي خضم هذه البداية، نجح في رفع اضراب المعلمين واستئناف العملية التعليمية.
مطلع الأسبوع، استقبل المحافظ مدير البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن بعدن المهندس أحمد مدخلي، وتم الاتفاق على تحريك المشاريع المتعثرة، وكذا القيام بوضع حجر الأساس لمشاريع تنموية في قطاع الطرقات والتعليم والصحة والمياه والصرف الصحي، وهي مشاريع ستعود بالنفع والخير على المحافظة، بدون أدنى شك.
فكرة تحريك حزمة من المشاريع التنموية وبدعم وبتمويل من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، لم ترق للبعض من الذين لا يريدون لعدن الخير، ومن يحزّ في أنفسهم أن يلمس المواطن أي تدخلات تنموية تحسب للأشقاء في المملكة، فكان لابد من افتعال أزمات تغرق المدينة في ظلام دامس يولد حالة غضب شعبي يغطي ويحرف الأنظار عن هذه المشاريع الهامة وكان شيئاً لم يكن .
أسبوع واحد فقط تزامن مع وضع حجر الأساس لحزمة المشاريع التنموية المقدمة من الأشقاء، يأتينا إنذارٌ بنفاذِ مخزون وقود محطات الكهرباء من مادتي الديزل والمازوت، قابله رفض المتعهدين تفريغ الشحنات المخصصة للكهرباء إلا بسداد الحكومة لمستحقاتهم المالية المتأخرة فورا، وبين هذه وتلك، تلجئ أحدى شركات الطاقة المستأجرة لإيقاف مولداتها التي توفر 50 ميجا عن الخدمة إذا لم يقدم المحافظ التزام مكتوب بتأمين مستحقاقتهم المالية لدى الحكومة خلال ثلاثة أيام.
كل هذه الأحداث تمت خلال أسبوع واحد فقط، أرادوا بها حجب جهود المحافظ والبرنامج السعودي وإغراق عدن في ظلام تام، لكن خابت آمالهم، حيث تم تأمين وقود المحطات من الديزل والمازوت وإلزام شركة الطاقة المستأجرة بتشغيل مولداتها والحيلولة دون انهيار الخدمة.
والفضل في ذلك، بعد الله تعالى، للناس الخيّرة التي بادرت لعرض خدماتها ومساعدتها للوقوف مع المحافظ تقديرا له وكواجب أخلاقي تجاه المواطنين في هذا الصيف الساخن.
كان أسبوع حافل، ولكن بإذن الله ستجني العاصمة عدن ثماره قريبا جدا، حين يتم افتتاح وتشغيل مستشفى عدن ومركز القلب المفتوح خلال أشهر قريبة بعد توقف لسنوات طويلة، وحين يتم الانتهاء من إعادة تأهيل وصيانة الطريق البحري (خط الجسر)، وطريق جولة العاقل - شهيناز، وطريق جولة كالتكس - الحسوة، وطريق التسعين واستكمال تركيب الانارة بالطاقة الشمسية لعدد من الطرقات، وكذا حين يتم الاستفادة من منسوب المياه الذي ستوفره لنا آبار حقول المناصرة.
*سكرتير محافظ العاصمة عد