صالح علي باراس يكتب/معركة مارب وتمثيلية انقسام الاخوان
بدات ماكنة اخوان اليمن الاعلامية عبر تقارير لبعض التلفزيونات عن انقسام الاخوانج ، وبعد ان ضرب اعلامهم يمنة ويسرة لوصم كل خصومهم بانهم متخادمون مع الحوثي وبداوا تصويرهم لمعركة مارب أنها انقسام بين تياري اخوان اليمن وان تيار قطر / تركيا الذي يسعى لاسقاط المملكة باعتبارها حامل للاسلام السني!! وتسويق تسمية جديدة لجناح آخر اخواني بانه تيار الرياض العسكري القبلي فيقدّمونه مستميتا في دفاعه عن المملكة!!! وان معركة مارب التي يخوضها الاخوان حسب تقاريرهم الاعلامية معركة مصير ووجود مرتبط بالمشروع العربي المقاوم لمشروعي تركيا / ايران !!! وان تيار تركيا قطر يريد حتى اسقاط مارب للحوثي لتكون فتيلا لاطلاق موجة ثانية من الربيع العربي !!! كيف!!؟ معلوم ان مؤاشرات اي خلاف اخواني مع اي المختلف تنعكس بشكل هجوم وشيطنة للطرف المخالف لهم في وسائل التواصل الاجتماعي والاشاعات ...الخ لكن هذا الانقسام لم ينعكس فيها بل يسوقونه بهدوء بشكل نخبوي عبر تقارير اعلامية لتصل رسائلهم الى عناوين محددة فقط!!! ولم يثبتوا ما يدّعونه بادلة تثبت ذلك الانقسام ولا ادلة منطقية التي ستجعل سقوط مارب فتيلا لموجة من الربيع الاخواني!! فقد أسقط الحوثي اليمن الشمالي كلها ويسيطر على 80% من السكان باعترافات الامم المتحدة وما كان الاسقاط فتيلا للموجة الموعودة من الربيع الاخواني، ولو ان هناك تيارا عسكريا قبليا مواليا للرياض فلماذا لم ينقسم عن العقائدي عند قيام ثورة التغيير وهو متاكد ان عين مشروع الاخوان الدولي على الرياض وليس على صنعاء ولا ابوظبي وما محاولة اسقاط ابوظبي في ذلك الربيع الا لجعلها احد بوابات اسقاط الرياض... ولماذا لم يظهر الانقسام في محطات مهمة في الحرب فمثلا العداء للامارات ليس خاصا بالتيار التركي القطري او مايسمونه العقائدي بل ان معسكر الامارات تعرضت للقصف وجنودها تعرضوا للقتل في مأرب مجال حماية ونفوذ التيار القبلي العسكري او تيار الرياض الذي يروجون له!!! اخوان اليمن هم مشروع الاخوان الاستراتيجي بعد مصر وحسابات مشروع الاخوان الدولي لهم في التمكين من الجزيرة العربية كحسابات ايران للحوثيين من تمكينهم منها وقد كان خروج الاخوان الى العالمية عبر اليمن وحاولوا ان يؤسسوا اول خلافة اخوانية بانقلاب ابن الوزير على الامام يحيى في حركة 1948م بعد انقلاب السلال عام 1962م ظلوا على مقربة من نظامه وهذه استراتيجتهم حتى ان الزبيري رحمة الله وهو الاب الروحي لاخوان اليمن ومؤسس تاسيسهم الاول عندما ادرك ان المصريين سيساعدون التيارات العروبية على حساب الاخوان والعصبويين الزيود لجا للشيخ بن لحمر وقصة تحالفهما معروفة فظهر جراء ذلك جناحا الاخوان : تيار الاخوان التقليديين العصبويين ويضم المشائخ القبليين وبعض العسكريين وتيار العقائديين الذي لم يكن في ذلك الوقت قويا قادرا يستطيع المنافسة والصمود وظل التيار القبلي هو الاقوى والحامي لنمو التيار الايديولوجي وانتشاره حتى وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر ومعروفة مقولته في انتخابات 2006م حيث وقف على الضد من حزبه على الاقل ظاهريا وقال مقولته في عفاش "جني تعرفه خير من انسي لا تعرفه " لكن بعد وفاته انتهى تيار التقليديين فورثه تيار المشائخ القبليين العقائديين حتى ان اولاده اختاروا تحالفات اقليمية على الضد من تحالفاته كان عصر اخوان اليمن الذهبي ايام عفاش وصفقته معهم ضد ثورة الجبهة الوطنية والناصريين وغيرها من قوى اليمن الاسفل لقمع مظلوميتهم وظهرت ماسُمّيت "الجبهة الاسلامية" التي كانت مسمى مرحلي اخواني لاستئصال شافة القوى الوطنية وسلّم عفاش الاخوان ايضا ملف التحقيق والتعذيب مع رموز تلك الحركة بشهادة يمنيين عذبهم اليدومي بالاسم كما روت كتابات بعضهم فلما تشقق المركز العصبوي وبعد الربيع الاخواني نزل علي محسن وغيره من المشائخ والعسكريين الى ساحاتهم قبل ان ينزل الزنداني وتياره العقائدي ويقول احرجتمونا الاخوان الان غير منقسمين بل يموهون وهم ايضا امتداد للمدرسة اليمنية التقليدية العصبوية التي تنقسم على اثنين طرف ينصر امام المذهب وطرف ينصر امام الذهب!! وينفذون عقيدتهم السياسية البرجماتية التي تلزمهم ان يظلوا بجوار الحاكم العدو ويتحالفون معه مهما بطش بهم لحماية جسمهم التنظيمي والحركي ولديهم قدرة على التغيير والاحلال حتى يُظَن انها انقسام ، فموت عبدالله بن حسين اغلق ملف التيار التقليدي فلو كان موجودا ما نزل الاصلاح الى ساحة التغيير بتياريه ولكرر مقولته " جني تعرفه خير من انسي ماتعرفه" ولابرم الشيخ التقليدي صيغة تعايش في المركز المقدس تضمن مصالح اطرافه التيار التقليدي هو التيار العقائدي وتيار اخوان الرياض ابتدعوه لتضليل المملكة واعادة انتاجهم في مكاتب *اللجنة الخاصة السعودية التي منذ انشائها تتعامل مع المشائخ التقليديين في الحرب الباردة بالمقاولة والاجر لكنها لجنة ظلت في جمودها وتحجّرها بينما الحركة العقائدية الاخوانية بمرونتها تغلغلت في المشيخة اليمنية وادلجتها فسلطان العرادة في مارب بنفس عقائدية حميد الاحمر في حاشد بنفس عقائدية بن عديو في شبوة وبالتاكيد ان الدماء الاخوانية تجري في شرايينهم مثلما تجري في شرايينه وشرايين اشد العقائديين تطرفا ويدحض اكذوبة الانشقاق ان التيار العقائدي الذي يقولون انه انفصل عن تيار الرياض حسب التسمية الجديدة هو الذي يُمسك ملف التوجيه المعنوي لمليشياتهم المبثوثة باسم الجيش الوطني فلم نسمع ان شيخا قبليا يحاضر تلك الوحدات عن انساب القبائل واشعارها بل يتولى المهمة اشخاص عقائديون يكفّرون وينمطون ويشيطنون كما تريد مصالح الحركة الدولية ، والتيار القبلي الذي يسمونه الان تقية تيار الرياض هو ذاته الذي خيّم بمخيماته امام معسكرات الامارات المحتلة حسب وصفهم وهي من دول التحالف مثلها مثل السعودية