د. صدام عبدالله : خطاب المناطقية سلاح ذو حدين وتهديد حقيقي للنسيج الجنوبي

يعتبر خطاب المناطقية في الجنوب او اي مجتمع من المجتمعات، ظاهرة اجتماعية معقدة تتأثر بالعديد من العوامل التاريخية والثقافية والسياسية، وقد زادت حدة ظهور هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة وفق تخطيط منظم من قوى تكن بالعداء الدائم للجنوب ، وارتبطت بعدة عوامل، أبرزها الصراع السياسي المستمر والتحولات الاجتماعية السريعة، بالإضافة إلى استغلال بعض الأطراف لهذه الظاهرة لتحقيق أهداف سياسية ضيقة.

اذ تعي قوى الشر ان نشر الخطاب المناطقي وتغذيته هو السبيل لتفتيت التماسك الجنوبي لكون بث المناطقية تمثل خطرا حقيقيا على النسيج الاجتماعي في الجنوب، لكونه يساهم في تعميق الانقسامات وتقويض الثقة بين أبناء المناطق المختلفة، خاصة عندما يسعى احد الاطراف الى تحويل الخلاف الشخصي بين طرفين إلى صراع مناطقي، فإن ذلك يؤدي إلى توتير الأجواء وإشعال فتيل الفتن، وغالبا ما يستغل أصحاب الأجندات الخاصة هذه الخلافات لتأجيج الصراع وتعميق الشرخ الاجتماعي، وذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية أو تحقيق أجندات خارجية.

وتلعب الحسابات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم الأدوات التي يستخدمها أصحاب هذه الأجندات لنشر الخطاب المناطقي وتأجيج الصراعات، فمن خلال هذه الحسابات يتم نشر الشائعات والأخبار الكاذبة التي تستهدف إثارة الفتن والنعرات بين أبناء المناطق المختلفة، ويتميز هذا النوع من الحسابات بأسماء مستعارة تعكس الانتماء إلى منطقة معينة، كا (الضالعي، اليافعي، الابيني، الحضرمي، ابن شبوة ……الخ ) وذلك بهدف إضفاء المصداقية على المحتوى المنشور.

وأمام هذا الخطر الداهم يتوجب على أبناء الجنوب اتخاذ عدة إجراءات للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة

مثل نشر الوعي بخطورة المناطقية وآثارها السلبية على المجتمع.

اضافة الى التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها أو تداولها خاصة اذا كان مصدرها حساب وهمي غير معروف او مكنى بكنية مناطقية، وعدم الانسياق وراء الشائعات والأخبار الكاذبة.

كما يجب تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين أبناء المناطق المختلفة.

والعمل بكل ثقل على توحيد الصفوف والتصدي لكل من يحاول زرع الفتنة والانقسام بين أبناء الجنوب.

إن الحفاظ على التماسك الجنوبي وتجاوز التحديات التي تواجه الجنوب يتطلب من الجميع التكاتف والتعاون، والعمل على بناء مجتمع متماسك ومتسامح. فالمناطقية هي سلاح ذو حدين، وهي تهدد مستقبل الأجيال القادمة، لذا يجب علينا جميعا أن نتحمل مسؤوليتنا في مكافحتها والقضاء عليها.

وان يعي كل ابناء الجنوب ان كل سيناريوهات الاعداء فشلت في اختراق الجنوب واخضاعه والرهان الحالي على تفتيت الجنوب واضعافه من الداخل من خلال بث خطاب الكراهية والمناطقية حتى يسهل ابتلاع الجنوب والسيطرة عليه