صبر الجنوبيين على المحن.. إلى متى؟

يعاني ابناء الجنوب منذ سنوات طويلة حربا مفتعلة في الخدمات الأساسية وارتفاع مستمر في المعيشة بفعل انخفاض قيمة العملة المحلية وارتفاع سعر الصرف بشكل لايطاق  وتأخيرا مستمرا في صرف رواتب الموظفين التي اصبحت لاقيمة لها الأمر الذي زاد من معاناة السكان وفاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة ورغم كل هذه الصعوبات ظل أبناء الجنوب صابرين ومحتسبين متمسكين بأمل تحسن الأوضاع والعدول عن هذه السياسة الخبيثة.

‏ولكن هل يستمر هذا الصبر في ظل الظروف الراهنة؟ هل يمكن أن يتحمل المواطن البسيط في الجنوب المزيد من المعاناة والتضحيات؟ خاصة وأننا نشهد تناقضا صارخا بين معاناة المواطن البسيط الذي يكافح من أجل لقمة العيش وبين استحواذ كبار المسؤولين في الحكومة الشرعية على رواتب بالعملة الصعبة ومن موازنة الدولة واتحدى اي جهة تنفي ذلك، بعيدا عن متناول يد المواطن العادي.

‏إن هذا التفاوت الكبير في المعيشة والرواتب يكشف عن وجود خلل كبير في النظام ويشير إلى أن هناك فئة قليلة تستفيد من الأزمة على حساب الغالبية العظمى من الشعب، فكيف يمكن تبرير هذا الوضع؟ وكيف يمكن للمواطن أن يقبل به؟

‏إن صبر الجنوبيين على هذه الظروف القاسية لا يعني استسلامهم أو تقبلهم للأمر الواقع، بل هو دليل على صبرهم وتماسكهم الاجتماعي ولكن هذا الصبر له حدود وقد وصل إلى نقطة اللاعودة فالمواطنون يطالبون بحقوقهم المشروعة ويطالبون الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاههم.

‏إن استمرار هذا الوضع من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية وزيادة حالة الاحتقان الشعبي، لذلك فإن على الحكومة وعلى جميع الأطراف المعنية التحرك الفوري لحل هذه الأزمة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وصرف رواتبهم بانتظام وتسويتها وما يتماشى مع معدل ارتفاع الصرف والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.

‏وفي الختام فإن صبر الجنوبيين على هذه المحن قد بلغ مداه وقد حان الوقت لأن يتحرك الجميع من أجل إنقاذ الجنوب من هذا الوضع المأساوي.

‏وإن شعب الجنوب لن يسكت ولن يستسلم ولن يتخلى عن اهداف شعب الجنوب وعلى راسها استعادة دولة الجنوب  وسيواصل النضال حتى يتم استعادة كامل الحقوق ويبنى وطنا مزدهرا وعادلا وطنا يليق بابناء الجنوب في الحاضر والمستقبل.