محمد عادل العمري يكتب.. استغلال وسائل التّواصُل ..آفة تُهدّد علاقة الأفراد والمجتمع!

استغلال وسائل التّواصُل ..آفة تُهدّد علاقة الأفراد والمجتمع!

 

كتب/محمد عادل العمري 

 

 

 حقيقةً إنني أُشفقُ على أُولئك المَهووسِين بِمُراقبة النّاس وتتبُّع عثراتهم وأخطائهم وزلّاتّهم! 

لقد وصل الهَوسُ بِهم إلى حَدِّ أن يُصيبهم بالجنون. فما من عثرةٍ هنا أو زلةٍ هُناك إلّا وتجدهم سبّاقين لاستغلالها وتدليسها وتحويرها إلى شكل تُهمٍ مُضلَّلة، واستخدامها خِنجراً للنيل ممّن يُخالفهم أو يُنافي أعمالهم! 

ولا يقف الأمر عند هذا فقط، بل تعدَّى هَوسهم إلى اختراق _مواقع التواصل الاجتماعي_ فيلجؤون إلى استخدام البلاغات الكيدية أو التنصّت على المكالمات الصوتية أو مُراقبة الرسائل النصّية بغرض الإيقاع بخصومهم أو التشويه بمُعارِضيهِم ..

وفعلُ هذه الأمور الشاذّة لا يأتي إلا نتيجةً لانحطاطِ القِيم، وتدنِّي مُستوى الأخلاق، وضُمور الضمير وغيابِ الوعي، وإلى حجم حالةِ الإفلاسِ والإرباكِ والتخبُّطِ الذي وصلوا إليه ..

إنَّ مُمارسة مثل هذه الأمور الشاذّة دون رادعٍ أخلاقيٍّ أو أمنيٍّ يُؤدي إلى خلق فوضى عارمةٍ داخل أوساط المُجتمع، ويُثير المُناكفات والمُشاحنات والمُكايدات بين النّاس، ويُشجِّعُ على التحريض والتأليب!

وهُنا يبدأ المُفكِّرين والمُثقَّفين والعُقلاء والدُّعاةِ ورجال الأمن في التصدَّي لمثل هذه الظواهر الدخيلة على المُجتمع ونبذِها والتخلُّص منها، وتوعية النّاس بِخطرها وآثارها الناجمة إزاء استمرارها ..